207 - قوله تعالى : 
ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا  
 11397  - أخبرنا  يعقوب بن إبراهيم  ، حدثنا  يحيى بن سعيد  ، أخبرنا أبو حيان  ، قال : حدثني  أبو زرعة بن عمرو بن جرير  ، عن  أبي هريرة  ، قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم ، فرفع إليه الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهش منها ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، هل تدرون لم ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس  ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ 
فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم  ، فيأتون آدم  فيقولون : يا آدم  أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم  عليه السلام : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ،  [ ص: 179 ] ولا يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح   . 
فيأتون نوحا  فيقولون : يا نوح  ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح   : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كان لي دعوة على قومي ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم   . 
فيأتون إبراهيم  فيقولون : يا إبراهيم  ، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول إبراهيم   : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى   . 
فيأتون موسى  فيقولون : يا موسى  ، أنت فضلك الله برسالته وكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى   : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى   . 
فيأتون عيسى  فيقولون : يا عيسى  ، أنت روح الله ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم  وروح منه ، وكلمت الناس في المهد ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول عيسى   : إن ربي قد  [ ص: 180 ] غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر له ذنبا ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد   - صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين - . 
فيأتون فيقولون : يا محمد  ، أنت رسول الله خاتم الأنبياء ، غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فأقوم فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي ، ويفتح الله علي ، ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، فيقال : يا محمد  ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : رب أمتي ، أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد  ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفسي بيده ، لما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة  وهجر  ، أو كما بين مكة  وبصرى   " . 
				
						
						
