الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم .
[255] الله لا إله إلا هو هي قال - صلى الله عليه وسلم -: أعظم آية في كتاب الله، "والذي نفسي بيده! إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش" "ومن قرأها حين يأوي إلى فراشه، وكل الله به حافظا، ولا يقربه شيطان حتى يصبح".
الحي الذي لا يلحقه الفناء ولا يموت.
القيوم القائم بتدبير خلقه. [ ص: 364 ]
لا تأخذه سنة هي النعاس، وهي أول النوم. قرأ (سنة) بإمالة النون حيث وقف على هاء التأنيث. الكسائي
ولا نوم هو غشية ثقيلة تقع على القلب، فتمنعه معرفة الأشياء.
تلخيصه: هو منزه عن جميع التغييرات.
له ما في السماوات وما في الأرض لأنه خلقها بما فيهما.
من ذا الذي يشفع عنده لأن أحدا لا يقدر على الكلام يوم القيامة. قرأ (يشفع عنده) بإدغام العين الأولى في الثانية، و (يعلم ما) بإدغام الميم في الميم. أبو عمرو
إلا بإذنه بأن يأذن في الكلام والشفاعة لمن شاء فيمن شاء.
يعلم ما بين أيديهم أي: بين أيدي ما فيهما، والمراد: ما وجد قبل خلق ما فيهما; كالملائكة.
وما خلفهم ما يوجد بعد ما فيهما. قرأ : (أيديهم) بضم الهاء، وقرأ يعقوب ابن كثير، : (أيديهمو) واختلف عن وأبو جعفر (وما خلفهم) كذلك. قالون
ولا يحيطون بشيء من علمه أي: من معلوماته.
إلا بما شاء مما أخبر به الرسل.
وسع كرسيه قال : كرسيه: علمه، وقال الحسن: هو [ ص: 365 ] العرش نفسه، وقال ابن عباس والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش أعظم منه، قال ابن عطية: -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أبو ذر "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض" ومعنى قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض أي: سعة مثل سعة السموات والأرض في العظم.
ولا يئوده لا يثقله، ولا يشق عليه.
حفظهما أي: حفظ السماوات والأرض.
وهو العلي المتعالي عن الأشباه والأنداد.
العظيم الذي ليس شيء أعظم منه.