لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم .
[256] لا إكراه في الدين نزلت في أهل الكتاب إذا قبلوا الجزية، وذلك أن العرب كانت أمة واحدة أمية، فلم يكن لهم كتاب، فلم يقبل منهم إلا الإسلام، فأسلموا طوعا أو كرها، فلما أنزل: لا إكراه في الدين [ ص: 366 ] أمر بقتال أهل الكتاب إلا أن يسلموا، أو يقروا بالجزية، فمن أعطى منهم الجزية، لم يكره على الإسلام، ويأتي ذكر حكم الجزية في سورة التوبة -إن شاء الله تعالى-.
قد تبين الرشد الحق.
من الغي الضلال. المعنى: ظهر الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة.
فمن يكفر بالطاغوت وهو ما عبد من دون الله.
ويؤمن بالله فقد استمسك أي: تمسك واعتصم.
بالعروة بالعقد الثابت والحجة.
الوثقى المحكمة الموصلة إلى رضا الله تعالى.
لا انفصام لا انقطاع.
لها وأصل الفصم: انصداع من غير فصل.
والله سميع لدعائك إياهم إلى الإسلام.
عليم بحرصك على إيمانهم.
* * *