وأيما فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين ، حتى يكون الدين كله لله ، كما قاتل طائفة ممتنعة انتسبت إلى الإسلام [ ص: 168 ] وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة رضي الله عنه وسائر الصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة - وكان قد توقف في قتالهم بعض الصحابة - ثم اتفقوا ، حتى { أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما كيف تقاتل الناس ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن لأبي بكر محمدا رسول الله ، فإذا قالوها ، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله فقال له : فإن الزكاة من حقها . والله - لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال أبو بكر : فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر عمر للقتال : فعلمت أنه الحق أبي بكر } . قال
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة أنه أمر بقتال الخوارج
[ ص: 169 ] ففي الصحيحين عن رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { علي بن أبي طالب } . سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة
وفي رواية عن لمسلم رضي الله عنه . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { علي } يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، يقرءون القرآن يحسبونه أنه لهم ، وهو عليهم لا تجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لاتكلوا على العمل
[ ص: 170 ] وعن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : { أبي سعيد } متفق عليه وفي رواية يقتلون أهل الإيمان ، ويدعون أهل الأوثان ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد : { لمسلم } تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما مارقة ، يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق
فهؤلاء الذين قتلهم أمير المؤمنين رضي الله عنه لما حصلت الفرقة بين أهل علي العراق والشام وكانوا يسمون الحرورية .
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كلا الطائفتين المفترقتين من أمته وأن أصحاب أولى بالحق ، ولم يحرض إلا على قتال أولئك المارقين الذين خرجوا من الإسلام ، وفارقوا الجماعة ، واستحلوا دماء من سواهم من المسلمين وأموالهم ، فثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، أنه علي . يقاتل من خرج عن شريعة الإسلام ، وإن تكلم بالشهادتين