فصل [في إجماع أهل المعرفة واختلافهم في الرد بالعيب]
قال ومن قام بعيب فشك في قدمه، رجع فيه إلى ما يقوله أهل المعرفة، وكذلك [ ص: 4404 ] إن علم أنه قديم وشك هل هو عيب؟ أو هل ينقص من الثمن؟ محمد: ولا يرد من العيوب إلا ما أجمع عليه رجلان عدلان من أهل المعرفة والنظر. قال: ومن ذلك ما يجوز فيه قول المرأتين بلا رجل؛ مثل: عيوب الفرج، والحبل، وما لا يطلع عليه الرجال.
قال: فإن وجد المشتري عيبا فرآه أهل البصر، فقال بعضهم: هو عيب يرد به، وقال بعضهم: لا يرد به، وقال بعضهم: قديم، وقال بعضهم: حديث، لم يرد؛ لأن البينة تسقط في التكاذب، فلا يرد.
وكذلك الذي يبيع ثوبا وينسبه إلى جنس، فيريه المشتري أهل البصر فيختلفوا فيه، فإذا تكافئوا في العدالة لزم المشتري.
قال الشيخ - رضي الله عنه: أما إن لم يشتر على التصديق وإنما اشتراه بشرط إن كان من ذلك الجنس، فلا يلزمه إذا اختلف فيه، وألزمه ذلك إذا اشتراه على التصديق ثم اختلفوا.
وأرى أن له أن يرد، وإن قبضه على التصديق؛ لأن اختلاف أهل المعرفة هل هو من ذلك الجنس؟ عيب فيه.
وإن شك في قدمه وهل كان قبل البيع أو بعده؟ كان القول قول البائع؛ لأن البيع منعقد، فلا ينقض بشك.
وإن كانا عيبين قديما ومشكوكا فيه، كان القول في المشكوك فيه قول المشتري؛ لأن له نقض البيع بالقديم، ويعود على ملك البائع، فكان القول قول [ ص: 4405 ] الغارم فيه، وهو المشتري.
وإن كان قديما وحديثا ومشكوكا فيه، وأحب المشتري التمسك كان القول قول البائع في المشكوك فيه، وإن أحب الرد كان القول فيه قول المشتري.
وإن كان قديما ومشكوكا فيه، وقال المشتري: هو حديث وإنما أتمسك به وأرجع بقيمة القديم. وقال البائع: هو قديم، فإما أمسكت ولا شيء لك، أو رددت ولا شيء عليك، كان القول قول البائع على قول وعلى قول ابن القاسم. ابن وهب وعيسى يكون القول قول المشتري مع يمينه ويرجع بالقديم.
وإذا كان الحكم في المشكوك فيه أن يبدأ البائع أو المشتري فنكل عن اليمين، كان له أن يرد اليمين على صاحبه، وهذه المسألة أصل في أيمان التهم، أنها ترد إذا كان قبل المدعي منهما مثل ما قبل المدعى عليه؛ لأن حالهما في الدعوى سواء.