فصل [في المراد بالرشد]
واختلف في فقال في المدونة: هو الذي يحرز ماله، وقال الرشد المراد في القرآن، محمد: الرشد هو الصلاح في دينه وماله، وقال أيضا: الذي يصلح ماله [ ص: 5592 ] ويثمره ويحجره عن معاصي الله .
وقال لا ينظر إلى سفيه في دينه إذا كان ممسكا لماله، ولا يخدع فيه كما يخدع الصبي، ولا يخاف عليه الضعف في تدبيره، ولا تبديده . أشهب:
قال الشيخ -رحمه الله-: ولأنه لا خلاف فيمن كان لا يحسن التجر ويحسن الإمساك أنه لا يضرب على يديه، وهذا إذا كان ماله عينا أو مالا يخشى فساده، وإن كان رباعا وما يخشى تبديده أو خرابه، وهو لا يحسن القيام بما يحتاج إليه فلا يدفع إليه لأن ذلك يرجع إلى أنه لا يحسن أن يحوز ماله والولي يلي ذلك منها. إذا اجتمع فيه أن يكون محرزا لماله وينميه فذلك وإن كان يحرزه ولا يحسن التجر ولا الثمنية ولا يمسك عنه لأن وليه لا يفعل فيه غير ذلك يمسكه وينفق عليه فهو أولى بفعل ذلك في ماله،
ومراعاة الدين على وجهين: فإن كان غير عدل؛ لأنه ممن يكذب أو غير ذلك مما لا تأثير له في المال دفع إليه ماله ؛ لأنه لا خلاف أنه إذا كان على تلك الحالة لا يحجر عليه، وإن كان فاسقا أو يشرب الخمر لم يدفع إليه؛ لأنه يستعين به فيما يريده من ذلك، وإن كان قادرا على التنمية.