الباب الثالث فيما يعده العامة من العلوم المحمودة وليس منها .
وفيه بيان الوجه الذي قد يكون به بعض العلوم مذموما وبيان تبديل أسامي العلوم وهو الفقه والعلم والتوحيد والتذكير ، والحكمة ، وبيان القدر المحمود من العلوم الشرعية ، والقدر المذموم منها .
بيان علة ذم العلم المذموم ، لعلك تقول العلم هو معرفة الشيء على ما هو به وهو من صفات الله تعالى فكيف يكون الشيء علما ويكون مع كونه علما مذموما فاعلم أن العلم لا يذم لعينه وإنما يذم في حق العباد لأحد أسباب ثلاثة :
الأول أن يكون مؤديا إلى ضرر ما إما لصاحبه أو لغيره كما يذم علم السحر والطلسمات وهو حق إذ شهد القرآن له وأنه سبب يتوصل به إلى التفرقة بين الزوجين وقد حتى أخبره سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرض بسببه جبريل عليه السلام بذلك ، وأخرج السحر من تحت حجر في قعر بئر