فالنكاح بسبب لكل من لا يؤتى عن عجز وعنة وهم غالب الخلق فإن الشهوة إذا . غلبت ولم يقاومها قوة التقوى جرت إلى اقتحام الفواحش وإليه أشار بقوله عليه الصلاة والسلام عن الله تعالى إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وإن كان ملجما بلجام التقوى فغايته أن يكف الجوارح عن إجابة الشهوة فيغض البصر ويحفظ الفرج، فأما حفظ القلب عن الوسواس والفكر فلا يدخل تحت اختياره بل لا تزال النفس تجاذبه وتحدثه بأمور الوقاع ولا يفتر عنه الشيطان الموسوس إليه في أكثر الأوقات وقد يعرض له ذلك في أثناء الصلاة حتى يجري على خاطره من أمور الوقاع ما لو صرح به بين يدي أخس الخلق لاستحى منه والله مطلع على قلبه والقلب في حق الله كاللسان في حق الخلق ورأس الأمور للمريد في سلوك طريق الآخرة قلبه والمواظبة على الصوم لا تقطع مادة الوسوسة في حق أكثر الخلق إلا أن ينضاف إليه ضعف في البدن وفساد في المزاج ولذلك قال دفع غائلة الشهوة مهم في الدين رضي الله عنهما : لا يتم نسك الناسك إلا بالنكاح . ابن عباس
وهذه محنة عامة قل من يتخلص منها .
قال قتادة في معنى قوله تعالى : ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به هو الغلمة .
وعن عكرمة ومجاهد أنهما قالا في معنى قوله تعالى وخلق الإنسان ضعيفا أنه لا يصبر عن النساء وقال فياض بن نجيح :
إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله .
وبعضهم يقول : ذهب ثلث دينه .
وفي نوادر التفسير عن رضي الله عنهما ابن عباس ومن شر غاسق إذا وقب قال : قيام الذكر وهذه بلية غالبة