فلنذكر الآن أثر الوجد أعني : ما يترشح منه إلى الظاهر من صعقة وبكاء وحركة وتمزيق ثوب وغيره فنقول .
المقام الثالث من السماع .
نذكر فيه آداب السماع ظاهرا وباطنا ، وما يحمد من آثار الوجد وما يذم .
، فأما الآداب فهي خمس جمل .
: الأول : مراعاة الزمان والمكان والإخوان .
قال الجنيد . السماع يحتاج إلى ثلاثة أشياء ، وإلا فلا تسمع ، الزمان والمكان والإخوان
ومعناه أن الاشتغال به في وقت حضور طعام أو خصام أو صلاة أو صارف من الصوارف مع اضطراب القلب لا فائدة فيه ، فهذا معنى مراعاة الزمان فيراعى حالة ، فراغ القلب له .
وأما المكان فقد يكون شارعا مطروقا أو موضعا كريه الصورة أو فيه سبب يشغل القلب فيجتنب ذلك .
وأما الإخوان فسببه أنه إذا حضر غير الجنس من منكر السماع متزهد الظاهر مفلس من لطائف القلوب كان مستثقلا في المجلس ، واشتغل القلب به .
وكذلك إذا حضر متكبر من أهل الدنيا يحتاج إلى مراقبته ، وإلى مراعاته أو متكلف متواجد من أهل التصوف يرائي بالوجد والرقص وتمزيق الثياب فكل ذلك مشوشات .
فترك السماع عند فقد هذه الشروط أولى ، ففي هذه الشروط نظر للمستمع .