ومن أبوابه حمل العوام الذين لم يمارسوا العلم ولم يتبحروا فيه على ، وفي أمور لا يبلغها حد عقولهم حتى يشككهم في أصل الدين أو يخيل إليهم في الله تعالى خيالات يتعالى الله عنها يصير أحدهم بها كافرا أو مبتدعا ، وهو به فرح مسرور مبتهج بما وقع في صدره يظن ذلك هو المعرفة والبصيرة ، وأنه انكشف له ذلك بذكائه وزيادة عقله ، فأشد الناس حماقة أقواهم اعتقادا في عقل نفسه وأثبت الناس عقلا أشدهم اتهاما لنفسه وأكثرهم سؤالا من العلماء ، قالت التفكر في ذات الله تعالى وصفاته رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عائشة والنبي - صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالبحث في علاج هذا الوسواس فإن هذا وسواس يجده عوام الناس دون العلماء وإنما حق العوام أن يؤمنوا ويسلموا ويشتغلوا بعبادتهم ومعايشهم ويتركوا العلم للعلماء فالعامي لو يزني ويسرق كان خيرا له من أن يتكلم في العلم ؛ فإنه من تكلم في الله وفي دينه من غير إتقان العلم وقع في الكفر من حيث لا يدري كمن يركب لجة البحر وهو لا يعرف السباحة ومكايد الشيطان فيما يتعلق بالعقائد ، والمذاهب لا تحصر ، وإنما أردنا بما أوردناه المثال . إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول : من خلقك ? فيقول : الله تبارك وتعالى . فيقول : فمن خلق الله ? فإذا وجد أحدكم ذلك ، فليقل : آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه