والأخبار الواردة في كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصبر على المصائب وقال صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يصب منه قال الله تعالى : إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا وقال عليه السلام وقال صلى الله عليه وسلم : ما من عبد أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله تعالى إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا منها إلا فعل الله ذلك به قال الله تعالى : من سلبته كريمتيه فجزاؤه الخلود في داري والنظر إلى وجهي وروي أن رجلا قال : يا رسول الله ذهب مالي ، وسقم جسمي ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا خير في عبد لا يذهب ماله ، ولا يسقم جسمه ، إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ، وإذا ابتلاه صبره وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل لتكون له الدرجة عند الله تعالى لا يبلغها بعمل حتى يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك وعن قال : خباب بن الأرت وعن أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردائه في ظل الكعبة ، فشكونا إليه ، فقلنا : يا رسول الله ألا تدعو الله تستنصره لنا ؟ فجلس محمرا لونه ، ثم قال : إن من كان قبلكم ليؤتى بالرجل فيحفر له في الأرض حفيرة ويجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه كرم الله وجهه قال : أيما رجل حبسه السلطان ظلما فمات فهو شهيد ، وإن ضربه فمات فهو شهيد علي وقال عليه السلام من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ، ولا تذكر مصيبتك وقال رضي الله تعالى عنه تولدون للموت ، وتعمرون للخراب ، وتحرصون على ما يفنى ، وتذرون ما يبقى ، ألا حبذا المكروهات الثلاث : الفقر ، والمرض ، والموت وعن أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا ، وأراد أن يصافيه ، صب عليه البلاء صبا ، وثجه عليه ثجا ، فإذا دعاه قالت الملائكة صوت معروف ، وإن دعاه ثانيا فقال : يا رب ، قال الله تعالى لبيك عبدي وسعديك ، لا تسألني شيئا إلا أعطيتك ، أو دفعت عنك ما هو خير وادخرت لك عندي ما هو أفضل منه .
فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فوفوا أعمالهم بالميزان أهل الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ، ولا ينشر لهم ديوان ، يصب عليهم الأجر صبا ، كما كان يصب عليهم البلاء صبا ، فيود أهل العافية في الدنيا لو أنهم كانت تقرض أجسادهم بالمقاريض لما يرون ما يذهب به أهل البلاء من الثواب ؛ فذلك قوله تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وعن رضي الله تعالى عنهما قال : شكا نبي من الأنبياء عليهم السلام إلى ربه فقال : يا رب العبد المؤمن يطيعك ، ويجتنب معاصيك ، تزوي عنه الدنيا : وتعرض له البلاء : ويكون الكافر لا يطيعك ويجترئ عليك وعلى معاصيك تزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا ؟! فأوحى الله تعالى إليه إن العباد ، والبلاء لي ، وكل يسبح بحمدي فيكون المؤمن عليه من الذنوب فأزوي عنه الدنيا ، وأعرض له البلاء ، فيكون كفارة لذنوبه حتى يلقاني فأجزيه بحسناته ويكون الكافر له الحسنات فأبسط له في الرزق وأزوي عنه البلاء فأجزيه بحسناته في الدنيا حتى يلقاني فأجزيه بسيئاته ابن عباس
وروي أنه لما نزل قوله تعالى : من يعمل سوءا يجز به ، قال رضي الله تعالى عنه : كيف الفرح بعد هذه الآية ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غفر الله لك يا أبو بكر الصديق ألست تمرض ؟! ألست يصيبك الأذى ؟! ألست تحزن ؟! فهذا مما تجزون به . يعني أن جميع ما يصيبك يكون كفارة لذنوبك وعن أبا بكر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عقبة بن عامر فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء يعني لما تركوا ما أمروا به فتحنا عليهم أبواب الخير إذا رأيتم الرجل يعطيه الله ما يحب وهو مقيم على معصيته فاعلموا أن ذلك استدراج ثم قرأ قوله تعالى : حتى إذا فرحوا بما أوتوا أي بما أعطوا من الخير أخذناهم بغتة
وعن الحسن البصري رحمه الله وقال أن رجلا من الصحابة رضي الله عنهم رأى امرأة كان يعرفها في الجاهلية فكلمها ثم تركها ، فجعل الرجل يلتفت إليها وهو يمشي فصدمه حائط فأثر في وجهه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا كرم الله وجهه : ألا أخبركم بأرجى آية في القرآن ؟ قالوا : بلى ، فقرأ عليهم علي وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير : فإذا عاقبه الله في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه ثانيا ، وإن عفا عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه يوم القيامة وعن فالمصائب في الدنيا بكسب الأوزار رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تجرع عبد قط جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ ردها بحلم ، وجرعة مصيبة يصبر الرجل لها ، ولا قطرت قطرة أحب إلى الله من قطرة دم أهريقت في سبيل الله ، أو قطرة دمع في سواد الليل وهو ساجد ، ولا يراه إلا الله ، وما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله تعالى من خطوة إلى صلاة الفريضة ، وخطوة إلى صلة الرحم أنس
.