وعن قال : توفي ابن أبي الدرداء لسليمان بن داود عليهما السلام ، فوجد عليه وجدا شديدا ، فأتاه ملكان فجثيا بين يديه في زي الخصوم ، فقال أحدهما : بذرت بذرا فلما استحصد : مر به هذا فأفسده ، فقال للآخر : ما تقول ؟ فقال : أخذت الجادة : فأتيت على زرع فنظرت يمينا وشمالا ، فإذا الطريق عليه . فقال سليمان عليه السلام ولم بذرت على الطريق ؟ أما علمت أن لا بد للناس من الطريق ؟ قال فلم تحزن على ولدك ؟ أما علمت أن الموت سبيل الآخرة فتاب سليمان إلى ربه ولم يجزع على ولد بعد ذلك .
ودخل على ابن له مريض فقال يا بني لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك ، فقال : يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب عمر بن عبد العزيز
وعن رضي الله عنهما أنه نعي إليه ابنة له : فاسترجع : وقال : عورة سترها الله تعالى ومؤنة كفاها الله وأجر قد ساقه الله تعالى ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال : قد صنعنا ما أمر الله تعالى قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة ابن عباس
وعن أنه مات له ابن فعزاه مجوسي يعرفه ، فقال له : ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد خمسة أيام فقال ابن المبارك اكتبوا عنه هذه ابن المبارك
وقال بعض العلماء : إن الله ليبتلي العبد بالبلاء بعد البلاء حتى يمشي على الأرض وما له ذنب
وقال الفضيل إن الله عز وجل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالخير
وقال إن الله عز وجل يحتج يوم القيامة على الخلق بأربعة أنفس على أربعة أجناس : على الأغنياء بسليمان وعلى الفقراء بالمسيح وعلى العبيد : بيوسف وعلى المرضى حاتم الأصم بأيوب صلوات الله عليهم
وروي أن زكريا عليه السلام لما هرب من الكفار من بني إسرائيل واختفى في الشجرة فعرفوا ذلك فجيء بالمنشار فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار إلى رأس زكريا فأن منه أنة : فأوحى الله تعالى إليه يا زكريا لئن صعدت منك أنة ثانية لأمحونك من ديوان النبوة ، فعض زكريا عليه السلام على إصبعه حتى قطع شطرين
وقال أبو مسعود البلخي من أصيب بمصيبة فمزق ثوبا أو ضرب صدرا فكأنما أخذ رمحا يريد أن يقاتل به ربه عز وجل
وقال لقمان رحمه الله لابنه : يا بني إن الذهب يجرب بالنار ، والعبد الصالح يجرب بالبلاء ، فإذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط
وقال الأحنف بن قيس أصبحت يوما أشتكي ضرسي ، فقلت لعمي ما نمت البارحة من وجع الضرس حتى قلعتها ثلاثا ، فقال : لقد أكثرت من ضرسك في ليلة واحدة ، وقد ذهبت عيني هذه منذ ثلاثين سنة ما علم بها أحد وأوحى الله تعالى إلى عزير عليه السلام إذا نزلت بك بلية فلا تشكني إلى خلقي ، واشك إلي كما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعدت مساويك وفضائحك نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه ستره الجميل في الدنيا والآخرة
.