وقال رحمه الله ما تغرغرت عين بمائها إلا لم يرهق وجه صاحبها قتر ولا ذلة يوم القيامة ، أبو سليمان الداراني
فإن سالت دموعه أطفأ الله بأول قطرة منها بحارا من النيران ، ولو أن رجلا بكى في أمة ما عذبت تلك الأمة
وقال أبو سليمان : البكاء من الخوف : والرجاء والطرب من الشوق
وقال رضي الله عنه كعب الأحبار
والذي نفسي بيده لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار
وروي عن حنظلة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا موعظة رقت لها القلوب ، وذرفت منها العيون : وعرفنا أنفسنا : فرجعت إلى أهلي ، فدنت مني المرأة ، وجرى بيننا من حديث الدنيا فنسيت ما كنا عليه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذنا في الدنيا ، ثم تذكرت ما كنا فيه ، فقلت في نفسي :
قد نافقت ، حيث تحول عني ما كنت فيه من الخوف والرقة ، فخرجت وجعلت أنادي :
نافق حنظلة ، فاستقبلني رضي الله عنه فقال : أبو بكر الصديق
كلا لم ينافق حنظلة ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول :
نافق حنظلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا لم ينافق ، حنظلة فقلت : يا رسول الله كنا عندك فوعظتنا موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، وعرفنا أنفسنا فرجعت إلى أهلي فأخذنا في حديث الدنيا ونسيت ما كنا عندك عليه ،
فقال : صلى الله عليه وسلم يا حنظلة في ، الطريق وعلى ، فراشكم ولكن يا لو أنكم كنتم أبدا على تلك الحالة لصافحتكم الملائكة حنظلة ساعة وساعة
.