ولما قرأ رضي الله عنه عمر إذا الشمس كورت وانتهى إلى قوله تعالى : وإذا الصحف نشرت خر مغشيا عليه .
ومر يوما بدار إنسان وهو يصلي ويقرأ سورة " والطور "، فوقف يستمع فلما بلغ قوله : تعالى إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع نزل عن حماره واستند إلى حائط ومكث زمانا ورجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس ولا يدرون ما مرضه .
وقال كرم الله وجهه وقد سلم من صلاة الفجر وقد علاه كآبة وهو يقلب يده لقد رأيت أصحاب علي محمد صلى الله عليه وسلم فلم أر اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا صفرا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله فمادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم بالدموع حتى تبل ثيابهم والله فكأني بالقوم باتوا غافلين ثم قام فما رئي بعد ذلك ضاحكا حتى ضربه ابن ملجم .
وقال وددت أن أكون رمادا تنسفني الرياح في يوم عاصف . عمران بن حصين
وقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
وددت أني كبش فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي .
وكان علي بن الحسين رضي الله عنه إذا توضأ اصفر لونه فيقولون له أهله : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم
قال موسى بن مسعود كنا إذا جلسنا إلى كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه . الثوري
وقرأ مضر القارئ يوما هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق الآية فبكى حتى غشي عليه فلما أفاق قال : وعزتك لا عصيتك جهدي أبدا فأعني بتوفيقك على طاعتك عبد الواحد بن زيد
المسور بن مخرمة لا يقوى أن يسمع شيئا من القرآن لشدة خوفه ، ولقد كان يقرأ عنده الحرف والآية فيصيح الصيحة فما يعقل أياما حتى أتى عليه رجل من وكان خثعم فقرأ عليه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا فقال : أنا من المجرمين ولست من المتقين ، أعد علي القول أيها القارئ ، فأعادها عليه فشهق شهقة فلحق بالآخرة .
وقرئ عند يحيى البكاء ولو ترى إذ وقفوا على ربهم فصاح صيحة مكث منها مريضا أربعة أشهر يعاد من أطراف البصرة .