وذكر بعض العلماء في الإسرائيليات أن موسى عليه السلام : اعتل بعلة ، فدخل عليه بنو إسرائيل ، فعرفوا علته فقالوا له : لو تداويت بكذا لبرئت ، فقال : فقالوا له: إن دواء هذه العلة معروف مجرب وإنا نتداوى به فنبرأ فقال لا أتداوى وأقامت علته ، فأوحى الله تعالى إليه : وعزتي وجلالي لا أبرأتك حتى تتداوى بما ذكروه لك ، فقال لهم : داووني بما ذكرتم فداووه فبرأ ، فأوجس في نفسه من ذلك ، فأوحى الله تعالى إليه : أردت أن تبطل حكمتي بتوكلك على ، من أودع العقاقير منافع الأشياء غيري ؟ وروي في خبر آخر أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام شكا علة يجدها ، فأوحى الله تعالى إليه : كل البيض وشكا نبي آخر الضعف ، فأوحى الله تعالى إليه : كل اللحم باللبن ، فإن فيهما القوة ، قيل : هو الضعف عن الجماع وقد روي أن قوما شكوا إلى نبيهم قبح أولادهم ، فأوحى الله تعالى إليه مرهم أن يطعموا نساءهم الحبالى السفرجل ؛ فإنه يحسن الولد ويفعل ذلك في الشهر الثالث والرابع إذ فيه يصور الله تعالى الولد وقد كانوا يطعمون الحبلى السفرجل ، والنفساء الرطب ، فبهذا تبين أن مسبب الأسباب أجرى سنته بربط المسببات بالأسباب ؛ إظهارا للحكمة . لا أتداوى حتى يعافيني هو من غير دواء فطالت علته