الوجه السادس والعشرون: أن ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده [فاطر: 2]. وقال تعالى: إحسان الله عز وجل إلى عباده لا يمنعه شيء أصلا كما قال تعالى: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله [يونس: 107].
وذلك أنه إن أحسن إلى العبد امتنع أن يكون الإحسان ممنوعا، وإن لم يحسن فليس هناك شيء يكون ممنوعا، فأحد الأمرين لازم، إما وجود إحسانه ونعمته، فلا مانع له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإما عدم وجوده، فذلك يكون لأنه لم يشأه لا يكون لوجود مانع. «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت»