ويقول في: الوجه العاشر: إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضروريتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم، فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم، وكونه جسما يستلزم القول بالجهة، كما توافقون عليه، وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم، كما تقولون أنتم. وأكثر العقلاء خلاف ما يقوله قدماء أصحابكم: إن فإذا تكون كل واحدة من هاتين المقدمتين الفطريتين دليلا على كل واحد من هذين المطلوبين، وكل من المطلوبين دليلا على الآخر، فصار على كل واحد من هذين المطلوبين أربع حجج، وهي مبنية على مقدمات فطرية، فقد بين هذا أن ما ذكرتموه معارضة للنفاة لتبطلوا به حجتهم، وهو من أعظم الحجج على صحة قولهم. نفي الجسم مستلزم لنفي الجهة والعلو على [ ص: 403 ] العرش، وأن ثبوت العلو على العرش، يستلزم ثبوت الجسم.
وكذلك أيضا يقول الفيلسوف في: