الوجه الخامس: أن سلف عبادة الأوثان إنما هي مشهورة ومعروفة [ ص: 69 ] عن نفاة الصفات من الفلاسفة الصابئين أبي معشر والرازي وذويهم مثل النمرود بن كنعان وقومه أعداء الخليل عليه الصلاة والسلام وأتباعه وأولياء رهط أبي معشر ومثل فرعون عدو موسى كليم الرحمن عز وجل وأتباعه وأولياء الجهمية نفاة الصفات ومن يدخل فيهم من الاتحادية والقرامطة [ ص: 70 ] وكما صرح بعضهم بموالاته فرعون وتعظيمه كما فعل صاحب البلاغ الأكبر والناموس الأعظم الذي صنفه [ ص: 71 ] للقرامطة وكما فعله صاحب الفصوص وذووه، ومن لم يصرح بموالاة فرعون ولم يعتقد موالاته فإنه موافق له فيما كذب فيه موسى حيث قال: يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا [غافر 36-37] قاله خلائق من العلماء، وممن قال ذلك إمام طائفة أبو الحسن الأشعري الرازي، قال: فرعون كذب موسى في قوله إن الله فوق السموات [ ص: 72 ] وهؤلاء النفاة يوافقون فرعون في هذا التكذيب لموسى .