وأما في اللغة فإنه قد يقال بدون التماثل في شيء من الحقيقة كما يقال للصورة المرسومة في الحائط إنها تشبه الحيوان، ويقال هذا يشبه هذا في كذا وكذا وإن كانت الحقيقتان مختلفتين. التشبيه
[ ص: 136 ] ولهذا كان أئمة أهل السنة ومحققو أهل الكلام يمنعون من أن يقال لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه فإن مقتضى هذا كونه معدوما، ومنهم طوائف يطلقون هذا.
لكن من هؤلاء من يريد بنفي التشابه نفي التماثل، فلا يكون بينهما خلاف معنوي؛ إذ هم متفقون على نفي التماثل بوجه من الوجوه كما دل على ذلك القرآن كما قد بيناه في غير هذا الموضع كما يعلم أيضا بالعقل.
وأما الجهمية وأشباههم فلا يريدون بذلك إلا نفي الشبه بوجه من الوجوه، وهذا عند كل من حقق هذا المعنى لا يصلح إلا للمعدوم، وقد قرر ذلك غير واحد من أئمة المتكلمين حتى النفاة من أبو عبد الله الرازي كما سنذكر كلامه في ذلك.