الوجه السادس: أنا قد قررنا غير مرة أنه ليس فوق العالمين إلا رب العالمين، وليس هناك غيره ولا شيء يشاركه في العلو غيره بوجه من الوجوه، فضلا عن أن يكون هناك ما هو عال عليه. يقال له: لا جهة هناك إلا الله فهو الذي يشار إليه موجودا، والإشارة إلى موجود غيره هناك ممتنعة، فإن كنت تعتقد أن هناك موجودا يشار إليه فأبطل ما تعتقده، وإلا فالناس لا يعتقدون هذا، ومنازعة الإنسان فيما لا يعتقده تضييع زمان، ونوع من الكذب والبهتان. فقوله: "الجهة التي في جهة العلو لا يمكن فرض وجودها خالية عن هذا العلو".