الوجه السابع: وهو وإيجاب ذاته لصفاته أقرب إلى المعقول من إيجابها لأمور منفصلة عنه، إذ الصفات صفات كمال، فكون الذات تستلزمها تقتضي كمال الذات، أما كون الذات مستلزمة لغيرها المنفصل عنها بحيث لا يمكنها فراقه فهذا لا كمال فيه. ومن المعلوم أن الأعلى لا يستكمل بالأسفل، ومن هنا يظهر: أنهم يقولون إنه ولد الفلك إما بواسطة فلك، وإما بواسطة عقل ونفس، أو بغير واسطة، والفلك له مشيئة يفعل بها على التعاقب حوادث العالم، فإذا كانوا يجعلون له [ ص: 272 ] ولدا تولد عنه ويثبتون لولده مشيئة وفعلا يفعل به الحوادث على التعاقب فإثبات مشيئة له يفعل بها أولى وأحرى،