ذكر عيينة بن حصن وبني فزارة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر بعد فتحها وما وقع في ذلك من الآيات قدوم
روى عن البيهقي عن موسى بن عقبة - رحمهما الله - تعالى - : الزهري أن بني فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم فراسلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يعينوهم وسألهم أن يخرجوا عنهم ولكم من خيبر كذا وكذا ، فأبوا عليه ، فلما إن فتح الله خيبر أتاه من كان هناك من بني فزارة ، فقالوا : حظنا والذي وعدتنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «حظكم - أو قال «لكم ذو الرقيبة» جبل من جبال خيبر - فقالوا : إذا نقاتلك ، فقال : «موعدكم جنفا» . فلما أن سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجوا هاربين . [ ص: 138 ]
وروى عن البيهقي محمد بن عمر عن شيوخه ، قالوا : كان أبو شييم المزني - رضي الله عنه قد أسلم فحسن إسلامه يحدث ويقول : لما نفرنا إلى أهلنا مع عيينة بن حصن فرجع بنا عيينة ، فلما كان دون خيبر عرسنا من الليل ، ففزعنا ، فقال عيينة : أبشروا ، إني رأيت الليلة في النوم أني أعطيت ذو الرقيبة - جبلا بخيبر - قد والله أخذت برقبة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما أن قدمنا خيبر - قدم عيينة ، فوجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فتح خيبر ،
فقال عيينة : يا محمد! أعطني مما غنمت من حلفائي ، فإني قد خرجت عنك وعن قتالك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كذبت ولكن الصياح الذي سمعت أنفرك إلى أهلك قال : أحذني يا محمد ؟ قال : «لك ذو الرقيبة» قال عيينة : وما ذو الرقيبة ؟ قال «الجبل الذي رأيت في منامك أنك أخذته»
فانصرف عيينة ، فلما رجع إلى أهله جاءه الحارث بن عوف ، وقال : ألم أقل لك توضع في غير شيء ، فالله ، ليظهرن محمد على ما بين المشرق والمغرب ، يهود كانوا يخبروننا بهذا أشهد لسمعت أبا رافع سلام بن مشكم يقول : إنا لنحسد محمدا على النبوة ، حيث خرجت من بني هارون ، وهو نبي مرسل ، ويهود لا تطاوعني على هذا ، ولنا منه ذبحان واحد بيثرب وآخر بخيابر .