قال ابن عقبة ، وابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وغيرهم : لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى مكة ، بعث أبا قتادة بن ربعي إلى بطن إضم ، ليظن الظان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توجه إلى تلك الناحية ، وأن لا تذهب بذلك الأخبار وأبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى قريش ، وأرسل إلى أهل البادية ، ومن حولهم من المسلمين ، يقول لهم «من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة” وبعث رسلا في كل ناحية حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
وقال - رضي الله عنه تعالى - يحرض الناس ويذكر مصاب رجال حسان بن ثابت خزاعة :
عناني ولم أشهد ببطحاء مكة رجال بني كعب تحز رقابها بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم
وقتلى كثير لم تجن ثيابها ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي
حرها وعقابها فلا تأمننها يا ابن أم مجالد سهيل بن عمرو
إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها [ ص: 212 ] ولا تجزعوا منها فإن سيوفنا
لها وقعة بالموت يفتح بابها
واستخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري ، ويقال وذكره ابن أم مكتوم ، ابن سعد ، والأول هو الصحيح ، وقد رواه الإمام والبلاذري ، أحمد بسند حسن عن والطبراني - رضي الله عنهما . ابن عباس