ذكر من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله يوم الفتح ، ولا يدخل فيما عقد من الأمان  
وهم : عبد العزى بن خطل   - بفتح الخاء المعجمة ، والطاء المهملة ، وآخره لام وكان قد أسلم ، وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وهاجر إلى المدينة ،  وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  [ ص: 224 ] ساعيا ، وبعث معه رجلا من خزاعة ،  وكان يصنع له طعامه ويخدمه فنزلا في مجمع - والمجمع حيث تجتمع الأعراب يؤدون فيه الصدقة - فأمره أن يصنع له طعاما ، ونام نصف النهار ، واستيقظ ، والخزاعي نائم ، ولم يصنع له شيئا ، فعدى عليه فضربه فقتله ، وارتد عن الإسلام ، وهرب إلى مكة ،  وكان يقول الشعر يهجو به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان له قينتان ، وكانتا فاسقتين ، فيأمرهما ابن خطل  أن يغنيا بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم . 
وعن  أنس  قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح على رأسه المغفر ، فلما نزعه جاء رجل فقال : ابن خطل  متعلق بأستار الكعبة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اقتلوه” رواه  الإمام مالك  والشيخان . 
قال محمد بن عمر   : لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذي طوى ، أقبل ابن خطل  من أعلى مكة  مدججا في الحديد على فرس وبيده قناة ، فمر ببنات  سعيد بن العاص  فقال لهن : أما والله لا يدخلها محمد حتى ترين ضربا كأفواه المزاد ، 
ثم خرج حتى انتهى إلى الخندمة ، فرأى خيل الله ، ورأى القتال فدخله رعب ، حتى ما يستمسك من الرعدة ، فرجع حتى انتهى إلى الكعبة ، فنزل عن فرسه ، وطرح سلاحه وأتى البيت فدخل تحت أستاره ، فأخذ رجل من بني كعب سلاحه وأدرك فرسه عائرا فاستوى عليه ، ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم بالحجون . 
وعبد الله بن سعد بن أبي سرح   - بفتح السين ، وإسكان الراء ، وبالحاء المهملات - كان أسلم ، ثم ارتد ، فشفع فيه  عثمان  يوم الفتح ، فحقن دمه ، وأسلم بعد ذلك فقبل إسلامه ، وحسن إسلامه بعد ذلك ، وولاه  عمر  بعض أعماله ، ثم ولاه  عثمان ،  ومات وهو ساجد في صلاة الصبح ، أو بعد انقضائها ، وكان أحد النجباء الكرماء العقلاء من قريش ،  وكان فارس بني عامر بن لؤي  المقدم فيهم ، وسيأتي خبره مبسوطا في أبواب كتابه - صلى الله عليه وسلم . 
 وعكرمة بن أبي جهل ،  أسلم فقبل إسلامه . 
والحويرث - بالتصغير - بن نقيدر  بضم النون ، وفتح القاف ، وسكون التحتية ، فدال مهملة ، فراء مهملة ، كان يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونخس بزينب  بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجرت إلى المدينة ،  فأهدر دمه . فبينما هو في منزله قد أغلق عليه بابه ، فسأل عنه  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - فقيل هو بالبادية ، فأخبر الحويرث أنه يطلب ، فتنحى  علي  عن بابه ، فخرج الحويرث  يريد أن يهرب من بيت إلى آخر ، فتلقاه  علي  ، فضرب عنقه .  [ ص: 225 ] 
قال ابن هشام :  وكان  العباس بن عبد المطلب  حمل فاطمة ،  وأم كلثوم  بنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة  يريد بهما المدينة ،  فنخس بهما الحويرث  فرمى بهما الأرض . 
قال  البلاذري   - رحمه الله تعالى - وكان يعظم القول في رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وينشد الهجاء فيه ، ويكثر أذاه وهو بمكة .  
ومقيس . بميم ، فقاف ، فسين مهملة - بن صبابة ، بصاد مهملة ، وموحدتين ، الأولى خفيفة - ، كان أسلم ، ثم أتى على رجل من الأنصار فقتله ، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاما  خطأ في غزوة ذي قرد ، ظنه من العدو ، فجاء مقيس ،  فأخذ الدية ، ثم قتل الأنصاري ، ثم ارتد ، فقتله نميلة - تصغير نملة - بن عبد الله  يوم الفتح . 
وهبار - بفتح الهاء ، وتشديد الموحدة بن الأسود ،  أسلم ، وكان قبل ذلك شديد الأذى للمسلمين ، وعرض لزينب  بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجرت فنخس بها ، فأسقطت ، ولم يزل ذلك المرض بها حتى ماتت ، فلما كان يوم الفتح ، وبلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدر دمه ، فأعلن بالإسلام ، فقبله منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعفا عنه . 
والحويرث بن الطلاطل الخزاعي ،  قتله  علي   - رضي الله عنه - ذكره أبو معشر .  
وكعب بن زهير ،  وجاء بعد ذلك فأسلم ، ومدح . ذكره  الحاكم .  
ووحشي بن حرب ،  وتقدم شأنه في غزوة أحد ، فهرب إلى الطائف ،  فلما أسلم أهلها جاء فأسلم . 
وسارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ،  وكانت مغنية نواحة بمكة ،  وكانت قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الفتح ، وطلبت منه الصلة وشكت الحاجة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «ما كان في غنائك ما يغنيك ؟ ” فقالت : إن قريشا منذ قتل من قتل منهم ببدر تركوا الغناء ، فوصلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوقر لها بعيرا طعاما ، فرجعت إلى قريش . 
وكان ابن خطل  يلقي عليها هجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتغني به . وهي التي وجد معها كتاب حاطب ابن أبي بلتعة ،  فأسلمت وعاشت إلى خلافة  عمر بن الخطاب  وهند بنت عتبة  امرأة  أبي سفيان بن حرب ،  وهي التي شقت عن كبد  حمزة بن عبد المطلب  عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت ، فعفا عنها . 
وأرنب مولاة ابن خطل ،  وقينتان لابن خطل ،  كانتا تغنيان بهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسم إحداهما فرتنى   - بفتح الفاء ، وسكون الراء وفتح الفوقية ، فنون ، فألف تأنيث مقصورة ، والأخرى قريبة   - ضد بعيدة ، ويقال : هي أرنب  السابقة ، فاستؤمن لإحداهما فأسلمت ، وقتلت الأخرى .  [ ص: 226 ] 
وذكر عن  ابن إسحاق  أن فرتنى  هي التي أسلمت ، وأن قريبة  قتلت . 
وأم سعد  قتلت فيما ذكره  ابن إسحاق ،  ويحتمل كما قال الحافظ - رحمه الله - تعالى - أن تكون أرنب ،  وأم سعد  القينتان . واختلف في اسمهما باعتبار الكنية واللقب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					