رن: صوت بحزن وكآبة.
وروى عن ابن أبي حاتم عكرمة رحمه الله تعالى قال: قال إبليس لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ولد الليلة ولد يفسد علينا أمرنا فقال له جنوده: لو ذهبت إليه فخبلته فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله جبريل فركضه برجله ركضة فوقع بعدن.
وروى الزبير بن بكار عن وابن عساكر معروف بن خربوذ رحمه الله تعالى قال: كان إبليس يخترق السماوات السبع. فلما ولد عيسى حجب من ثلاث سموات، وكان يصل إلى أربع فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم حجب من السبع.
وروى الخرائطي عن وابن عساكر رحمه الله تعالى أن نفرا من عروة بن الزبير قريش منهم ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم يجتمعون إليه فلما دخلوا يوما فرأوه مكبوبا على وجهه، فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فردوه إلى حاله، فانقلب الثالثة فقال عثمان: إن هذا لأمر حدث. وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل عثمان بن الحويرث يقول:
أيا صنم العيد الذي صف حوله صناديد وفد من بعيد ومن قرب ينكس مقلوبا فما ذاك قل لنا
أذاك سفيه أم تنكس للعتب فإن كان من ذنب أسأنا فإننا
نبوء بإقرار ونلوي على الذنب وإن كنت مغلوبا تنكست صاغرا
فما أنت في الأصنام بالسيد الرب
تردى لمولود أضاءت لنوره جميع فجاج الأرض بالشرق والغرب
وخرت له الأوثان طرا وأرعدت قلوب ملوك الأرض طرا من الرعب
ونار جميع الفرس باخت (3 ) وأظلمت وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب
وصدت عن الكهان بالغيب جنها فلا مخبر منهم بحق ولا كذب
فيا لقصي ارجعوا عن ضلالكم وهبوا إلى الإسلام والمنزل الرحب
هب النائم هبا وهبوبا: استيقظ.
وروى عن الخرائطي رضي الله تعالى عنهما قالت: كان أسماء بنت أبي بكر زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل يذكران أنهما أتيا بعد رجوع النجاشي أبرهة من مكة ، قالا: فلما دخلنا عليه قال: اصدقاني أيها القرشيان: هل ولد فيكم مولود أراد أبوه ذبحه فضرب عليه بالقداح فسلم ونحرت عنه جمال كثيرة؟ فقلنا نعم. قال: فهل لكما علم به ما فعل؟ قلنا: تزوج امرأة منا يقال لها آمنة تركها حاملا وخرج. قال: فهل تعلمان ولدت أم لا؟ قال ورقة: أخبرك أيها الملك. إني قد قربت عند وثن لنا إذ سمعت من جوفه هاتفا يقول:
ولد النبي فذلت الأملاك ونأى الضلال وأدبر الإشراك
قال أخبركما عما أصابني: إني لنائم في الليلة التي ذكرتما في قبتي وقت خلوتي إذ خرج علي من الأرض عنق ورأس وهو يقول: حل الويل بأصحاب الفيل، رمتهم طير أبابيل بحجارة من سجيل، هلك الأشرم المعتدي المجرم، وولد النبي المكي الحرمي، من أجابه سعد ومن أباه عند، ثم دخل الأرض فغاب فذهبت أصيح فلم أطق الكلام ورمت القيام فلم أطق القيام فأتاني أهل فقلت: احجبوا عني الحبشة فحجبوهم فأطلق الله لساني ورجلي. النجاشي:
وروى عن ابن أبي الدنيا رضي الله تعالى عنه قال: لما ولد [ ص: 352 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم هتف هاتف على عبد الرحمن بن عوف أبي قبيس وآخر على الحجون الذي بأصل المقبرة فقال الذي على جبل الحجون:
فأقسم ما أنثى من الناس أنجبت ولا ولدت أنثى من الناس والده
كما ولدت زهرية ذات مفخر مجنبة لؤم القبائل ماجده
فقد ولدت خير البرية أحمدا فأكرم بمولود وأكرم بوالده
يا ساكني البطحاء لا تغلطوا وميزوا الأمر بعقل مضي
إن بني زهرة من سركم في غابر الأمر وعند البدي
واحدة منكم فهاتوا لنا فيمن مضى في الناس أو من بقي
واحدة من غيرهم مثلها جنينها مثل النبي التقي