الثمانون بعد المائة : وبأنهم فتح عليهم خزائن كل شيء (حتى ) العلم .
الحادية والثمانون بعد المائة : وبأنهم أوتوا الإسناد .
الثانية والثمانون بعد المائة : والأنساب .
الثالثة والثمانون بعد المائة : والإعراب ، قاله أبو علي الجبائي .
الرابعة والثمانون بعد المائة : وبأنهم أعطوا التصرف في التصنيف والتحقيق ولم يكن قط في الأمم من انتهى إلى حد هذه الأمة ولا جاراها في مداها من التفريع والتدقيق ، قاله القاضي أبو بكر بن العربي . [ ص: 368 ]
الخامسة والثمانون بعد المائة :
وبأن الواحد منهم يحصل له في العمر القصير من العلوم والفهوم ما لم يحصل لأحد من الأمم السالفة في العمر الطويل . ولهذا والمعارف ما تقصر عنه أعمارهم ، قاله نهل المجتهدون من هذه الأمة من العلوم والاستنباطات ، القرافي في "شرح المحصول" .
السادسة والثمانون بعد المائة : وبأنه قاله الله تعالى أعطاهم شيئا من الحفظ لم يعطه أحدا من الأمم قبلهم ، قتادة .
السابعة والثمانون بعد المائة : وبأنه لا تزال طائفة منهم على الحق حتى يأتي أمر الله .
روى الشيخان ، عن قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : المغيرة بن شعبة "لا يزال ناس من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ظاهرون .
الثامنة والثمانون بعد المائة :
وبأنه لا تخلو الأرض من مجتهد فيهم ، قائم لله بالحجة حتى يتداعى الزمان بتزلزل القواعد وتأتي أشراط الساعة الكبرى .
التاسعة والثمانون بعد المائة :
وبأن الله تعالى حتى يكون في آخر الزمان يبعث لهم على رأس كل مائة سنة من يجدد لهم أمور دينهم عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- انتهى .
التسعون بعد المائة : وبأن فيهم من يشبه جبريل وميكائيل ، وإبراهيم ، ونوحا .
روى بسند حسن عن الطبراني -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : أم سلمة جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب وذكر إبراهيم ونوحا ولي صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر" . "إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب
الحادية والتسعون بعد المائة : وبأن فيهم أقطابا وأوتادا ونجباء ، وأبدالا رضي الله عنهم عد هذه الأربعة الأخيرة علاء الدين القونوي أحد أئمة الشافعية في كتابه التلطف في شرح التعرف في التصوف للإمام الكلاباذي رحمهما الله تعالى .
روى أبو نعيم ، عن وابن عساكر ، -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ابن مسعود "إن لله في الخلق ثلاثمائة ، قلوبهم على قلب آدم صفي الله ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى ، ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم ، ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل ، ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ، ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل -صلى الله عليه وسلم- فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة ، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة ، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة . [ ص: 369 ]
وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين ، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة ، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة ، فيهم يحيي ويميت ، ويمطر وينيب ، ويدفع البلاء" . قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كيف بهم يحيي ويميت ؟ فقال : لأنهم يسألون الله تعالى إكثار الأمم فيكثرون ، ويدعون على الجبابرة فيقصمون ، ويستسقون فيسقون ، ويسألون المطر فتنبت لهم الأرض ، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء .
قال الإمام أبو عبد الله اليافعي في كتابه "كفاية المعتقد ، ونكاية المنتقد" بعد أن أورد الحديث قال بعضهم : لم يذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أحدا على قلبه ؟ لأنه لم يخلق الله سبحانه وتعالى في عالم الخلق والأمر أعز وألطف وأشرف من قلبه -صلى الله عليه وسلم- ، وقلوب الملائكة والأنبياء والأولياء صلى الله عليهم وسلم بالإضافة إلى قلبه كإضافة سائر الكواكب إلى كمال الشمس لمنعهن انتهى .
وروى عن -رضي الله عنه- قال : الشعبي يشبه "دحية جبريل ، وعروة بن مسعود يشبه عيسى ابن مريم ، وعبد العزى يشبه الدجال" . شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة نفر من أمته ، فقال :
وروى بسند ضعيف ، عن الطبراني -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ابن مسعود عيسى ابن مريم خلقا وخلقا ، فلينظر إلى أبي ذر" . "من سره أن ينظر إلى (شبيه)
وروى عن الحاكم ، -رضي الله عنها- قالت : عائشة جبريل واقفا في حجرتي هذه ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يناجيه ، فقلت : يا رسول الله ، من هذا ؟ قال : "بمن تشبهينه ؟ " قلت : بدحية ، قال : "لقد رأيت جبريل" . رأيت
وروى بسند حسن ، عن الطبراني -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : أم سلمة جبريل وميكائيل ، ونبيان ، أحدهما يأمر باللين ، والآخر يأمر بالشدة وكل مصيب" ، وذكر إبراهيم ونوحا ، "ولي صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين ، وكل مصيب" ، وذكر أبا بكر وعمر . "إن في السماء ملكين ، أحدهما يأمر بالشدة ، والآخر يأمر باللين ، وكل مصيب" ، وذكر
وروى أيضا بسند حسنه الحافظ أبو الحسن الهيثمي ، عن قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنس . قال "لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل خليل الرحمن فيهم تسقون ، وبهم تنصرون ، ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر" ولسنا نشك أن الحسن منهم . قتادة :
وروى بسند رجاله ثقات ، عن الإمام أحمد قال : الأبدال في هذه [ ص: 370 ] الأمة ثلاثون مثل عبادة بن الصامت إبراهيم خليل الرحمن -صلى الله عليه وسلم- كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا .
قال أبو الزناد : لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض ، أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يقال لهم الأبدال ، لا يموت رجل منهم ، حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض .
وروى الإمام أحمد ، والحكيم الترمذي ، والخلال ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد ، وقد وثقه العجلي ، وأبو ذرعة عن عبد الواحد بن قيس عنه ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : . وله طريق آخر نحوه رواه "الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل خليل الرحمن ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا" الطبراني .
وروى عن الإمام أحمد ، -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : علي بن أبي طالب ، رجاله رجال الصحيح غير "الأبدال بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا يسقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب" شريح بن عبيد ، وهو ثقة ، ورواه من طريق آخر عن شريح وعلي فإنه لم يبلغه ، ورواه ابن عساكر في كتاب الأولياء من طريق آخر وزاد ابن أبي الدنيا قلت : يا رسول الله ، صفهم لي ، قال : "ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبتدعين ولا بالمتعمقين ، لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة لأئمتهم" .
وروى وصححه ، وأقره الذهبي الحاكم عن وابن عساكر ، -رضي الله عنه- قال : لا تسبوا أهل الشام ، فإن فيهم الأبدال ، وسبوا ظلمتهم . علي
وروى عن الحكيم الترمذي -رضي الله عنه- قال : الأبدال حذيفة بالشام ، وهم ثلاثون رجلا على منهاج إبراهيم ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر ، والعصائب بالعراق أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر ، عشرون على اجتهاد عيسى ابن مريم ، وعشرون منهم قد أوتوا من مزامير داود .
وروى ابن عساكر ، عن أبي الطفيل -رضي الله عنه- قال : خطبنا -رضي الله عنه- فذكر الخوارج (فقام رجل فلعن ) أهل الشام فقال : ويحك لا تعمم ، فإن فيهم الأبدال ومنهم العصائب . علي
وروى عنه ، عن قال : الأبدال علي بالشام والنجباء بالكوفة .
وروى الخلال ، عن سعيد بن أبي الهلال ، عن -رضي الله عنه- قال : قبة الإسلام [ ص: 371 ] علي بالكوفة ، والهجرة بالمدينة ، والنجباء بمصر ، والأبدال بالشام .
وروي أيضا عن سعيد بن أبي الوليد الهجري ، عن أبيه ، عن -رضي الله عنه- قال : ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة ، ومن أهل الشام الأبدال . علي
وروى أيضا عن علي -رضي الله عنه- قال : النجباء بمصر ، والأبدال بالشام .
وروي أيضا عنه قال : الأبدال من أهل الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق .
وروى الحافظ أبو محمد الخلال في الكرامات ، عن حبيب بن أبي عثمان ، عن رجل ، عن -رضي الله عنه- قال : إن الله يدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونون فيها . علي
وروى الحكيم الترمذي ، وابن عدي ، وابن شاهين ، والخلال عن محمد بن زهير بن الفضل عن عمرو بن يحيى بن نافع ثنا العلاء بن زيد عن -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أنس بن مالك . "البدلاء أربعون رجلا ، اثنان وعشرون بالشام ، وثمانية عشر بالعراق ، كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر"
وروى الخلال ، عن قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنس . "الأبدال أربعون رجلا وأربعون امرأة ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا ، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة"
وروى الحافظ بن لال في "مكارم الأخلاق" ، عن -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنس "إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاتهم ولا صيامهم ، ولكن دخلوها بسلامة صدورهم ، وسخاوة أنفسهم" ، زاد ابن عدي ، والخلال "والنصح للمسلمين" .
وروى الحافظ تمام بن محمد الرازي ، عن -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنس "إنما دعامة أمتي عصب اليمن ، وأبدال الشام" الحديث .
وروى في الزهد ، عن الإمام أحمد المنهال بن عمرو ، عن -رضي الله عنه- عن سعيد بن جبير -رضي الله عنهما- قال : ابن عباس ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله تعالى بهم عن أهل الأرض .
وروى الطبراني ، وأبو نعيم ، وتمام ، وابن عساكر ، عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "خيار أمتي في كل قرن خمسمائة ، وأبدال أمتي أربعون ، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه من الخمسمائة وأدخل من الأربعين مكانه" قالوا : يا رسول الله ، دلنا على أعمالهم ، قال : "يعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله" . [ ص: 372 ]
وروى أبو داود ، والإمام أحمد ، في المصنف ، وابن أبي شيبة وأبو يعلى ، عن والحاكم ، أبي الجليل صالح ، عن صاحب له ، عن -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أم سلمة المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من الشام ، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب العراق" الحديث . وله طرق ، سمى في بعضها المبهم مجاهد ، وفي بعضها "يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من عبد الله بن الحارث .
وروى عن ابن جرير قال : لم تبق الأرض إلا وفيها أربعة عشر ، يدفع الله بهم عن أهل الأرض وتخرج بركتها إلا زمن شهر بن حوشب إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- فإنه كان وحده . ورواه الخلال عن زاذان ، في الزهد ، عن والإمام أحمد كعب بدون قوله "إلا زمن إبراهيم" .
وروى عن ابن عساكر ، أبي سليمان الداراني قال : الأبدال بالشام ، والنجباء بمصر ، والعصائب باليمن ، والأخيار بالعراق .
وروى الخطيب ، عن وابن عساكر ، الكناني قال : النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون ، والبدلاء أربعون ، والأخيار سبعة ، والعمد أربعة ، والغوث واحد ، فمسكن النقباء المغرب ، ومسكن النجباء مصر ، ومسكن الأبدال الشام ، والأخيار سياحون في الأرض ، والعمد في زوايا الأرض ، ومسكن الغوث مكة ، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل إليها النقباء ، ثم النجباء ، ثم الأبدال ، ثم الأخيار ، ثم العمد ، فإن أجيبوا ، وإلا ابتهل الغوث ، فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته .
قال الإمام اليافعي في كتاب "كفاية المعتقد ، ونكاية المنتقد" : قال بعض العارفين : الصالحون كثير ، مخالطون للعوام لصلاح الناس في دينهم ودنياهم ، والنجباء في العدد أقل منهم ، والنقباء في العدد أقل منهم وهم مخالطون للخواص ، والأبدال في العدد أقل منهم وهم نازلون في الأمصار العظام ، لا يكون من المصر منهم إلا واحد بعد الواحد ، فطوبى لأهل بلدة كان فيهم اثنان منهم ، والأوتاد واحد في اليمن ، وواحد بالشام ، وواحد في المغرب ، وواحد في المشرق ، والله سبحانه وتعالى يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء ، وقد سترت أحوال القطب ، وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه ، غير أنه يرى عالما كجاهل أبله كفطن تاركا آخذا قريبا بعيدا سهلا عسيرا أمنا حذرا وكشف أحوال الأوتاد للخاصة ، وكشف أحوال البدلاء للخاصة والعارفين ، وسترت أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة ، وكشف بعضهم لبعض ، وكشف حال الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعولا وعدة النجباء ثلاثمائة ، والنقباء أربعون ، والبدلاء قيل . [ ص: 373 ]
ثلاثون ، وقيل أربعة عشر ، وقيل سبعة وهو الصحيح ، والأوتاد أربعة فإذا مات القطب جعل مكانه خيار الأربعة ، وإذا مات أحد الأربعة جعل مكانه خيار السبعة ، وإذا مات أحد السبعة جعل مكانه خيار الأربعين ، وإذا مات أحد الأربعين جعل مكانه خيار الثلاثمائة ، وإذا مات أحد الثلاثمائة جعل مكانه خيار الصالحين ، وإذا أراد الله تعالى أن يقيم الساعة أماتهم الله تعالى أجمعين ، وبهم يدفع الله تعالى عن عباده البلاء وينزل قطر السماء .
وقال اليافعي : وقال بعض العارفين : والقطب هو الواحد المذكور في حديث ابن مسعود أنه على قلب إسرافيل ومكانه من الأولياء كالنقطة في الدائرة التي هي مركزها به يقع صلاح العالم .
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري في رسالته بسنده ، عن بلال الخواص قال : كنت في تيه بني إسرائيل ، فإذا رجل يماشيني فعجبت ، فألهمت أنه الخضر عليه الصلاة والسلام ، فقلت له : بحق الحق من أنت ؟ قال : أخوك الخضر ، قلت : أريد أن أسألك قال : سل ، قلت : ما تقول في قال : هو من الأوتاد ، قلت : ما تقول في الشافعي ؟ قال : رجل صديق ، قلت : ما تقول في أحمد بن حنبل ؟ بشر الحافي ؟ قال : لم يخلق بعده مثله ، قلت : بأي وسيلة رأيتك ؟ قال : ببرك لأمك .
وروى في "الزهد" ، وابن الإمام أحمد أبي الدنيا ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، عن وابن عساكر ، جليس قال : رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقلت : يا رسول الله ، أين بدلاء أمتك ؟ فأومأ بيده نحو الشام ، قلت : يا رسول الله ، أما وهب بن منبه بالعراق منهم أحد ؟ قال : "بلى ، محمد بن واسع ، وحسان بن أبي سنان ، ومالك بن دينار ، الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه" .
وروى عن أبو نعيم ، داود بن يحيى بن يمان قال : رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقلت : يا رسول الله من الأبدال ؟ قال : "الذين لا يضربون بأيديهم شيئا ، وإن وكيع بن الجراح منهم" .
وروى عن ابن عساكر ، أبي مطيع معاوية بن يحيى أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل ، فلما صار تحت القبة سمع (صوت جرس) الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا ، قال بعضهم لبعض : من أين قدمتم ؟ قالوا : أولم تكونوا معنا ؟ قالوا : لا قالوا : من جنازة البديل قالوا : أو قد مات ؟ ما علمنا بموته ، فمن استخلفتم بعده ؟ قالوا : خالد بن معدان ، أرطأة بن المنذر ، فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه [ ص: 374 ] فقالوا : ما علمنا بموت فلما كان نصف النهار قدم البريد بموته . خالد بن معدان ،
وروى عن أبو نعيم أبي يزيد البسطامي أنه قيل له : إنك من الأبدال السبعة الذين هم أوتاد الأرض ، فقال : أنا كل السبعة .
ونقل اليافعي في "الكفاية" عن بعض أصحاب الشيخ عبد القادر -رضي الله عنه- قال : خرج الشيخ عبد القادر الجيلاني من داره ليلة فناولته الإبريق فلم يأخذه ، وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب ، فخرج وخرجت خلفه ، ثم عاد الباب مغلقا ، ومشى إلى قرب من باب بغداد فانفتح له فخرج وخرجت معه ، ثم عاد الباب مغلقا ، ومشى غير بعيد ، وإذا نحن في بلد لا أعرفه فدخل فيه مكانا شبيها بالرباط ، وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه ، والتجأت إلى سارية هناك وسمعت من جانب ذلك المكان أنينا ، فلم ألبث إلا يسيرا حتى سكت الأنين ، ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت فيها الأنين ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه ، ودخل آخر مكشوف الرأس ، طويل الشارب وجلس بين يدي الشيخ ، فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه ، وشاربه ، وألبسه طاقية وسماه محمدا وقال لأولئك النفر : أمرت أن يكون هذا بدلا عن الميت ، قالوا : سمعا وطاعة ، ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه ، ومشينا غير بعيد ، وإذا نحن بباب بغداد ، فانفتح كأول مرة ، ثم أتى المدرسة فانفتح له بابها ، ودخل داره ، فلما كان الغد أقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت قال : أما البلد فنهاوند ، وأما الستة فهم الأبدال ، وصاحب الأنين سابعهم كان مريضا ، فلما حضرت وفاته ، جئت أحضره ، وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصا فأبو العباس الخضر عليه السلام ذهب به يتولى أمره ، وأما الرجل الذي أخذت عليه الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية ، كان نصرانيا ، وقد أمرت أن يكون بدلا عن المتوفى ، فأتي به فأسلم على يدي ، وهو الآن منهم .
الثانية والتسعون بعد المائة : وبأن منهم من يشبه يوسف عليه الصلاة والسلام .
الثالثة والتسعون بعد المائة : ومنهم يشبه لقمان الحكيم رضي الله عنه .
الرابعة والتسعون بعد المائة : وبصاحب ياسين .
روى والطبراني عن عبد بن حميد ، ابن عباس ، والحاكم ، في الدلائل ، عن والبيهقي عروة ، عن وابن مردويه ، رضي الله عنهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث المغيرة بن شعبة عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف ، فدعاهم إلى الإسلام ، فرماه رجل بسهم فقتله ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . "ما أشبهه بصاحب ياسين"
وروى عن الطبراني ، -رضي الله عنهما- ابن عباس بسند حسن ، عن والطبراني وعن عروة بن الزبير ، بسند حسن ، الزهري بسند حسن ، عن وأبو يعلى رحمه . [ ص: 375 ] علي بن زيد بن جدعان
الله تعالى عروة بن مسعود قال لقومه زمن الحديبية : أي قوم ، إني قد رأيت الملوك وكلمتهم ، فابعثوني إلى محمد فأكلمه ، فأتاه بالحديبية فجعل يكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتناول لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عروة شاك في السلاح على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له والمغيرة بن شعبة المغيرة : كف يدك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن لا تصل إليك ، فرفع رأسه فقال : أنت هو ، والله إني لفي غدرتك ما أخرجت منها بعد ، فرجع عروة إلى قومه فقال : أي قوم ، إني قد رأيت الملوك وكلمتهم ، والله ما رأيت مثل عروة محمد قط ، وما هو بملك ، ولقد رأيت الهدي معكوفا يأكل وبره ، وما أراكم إلا ستصيبكم قارعة ، فانصرف ومن معه من قومه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلما ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرجع إلى قومه فرجع فقال : إني أخاف أن يقتلوك ، قال : لو وجدوني نائما أيقظوني ، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجع إلى قومه مسلما ، فرجع عشاء ، فجاءت ثقيف يحيونه ، فدعاهم إلى الإسلام ، فاتهموه وعصوه وأسمعوه ما لم يكن يحسب ، ثم خرجوا من عنده ، فلما أسحر وطلع الفجر قام على غرفة داره فأذن بالصلاة وشهد فرماه رجل من عروة ثقيف سهمه فقتله ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل صاحب يس ، دعا قومه فقتلوه" . أن