الثاني : في : أسلمت قديما وبايعت . تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها
كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخي سهيل بن عامر بن لؤي ، وشمر وسهل ، وسليط ، وحاطب ، ولكل صحبة ، ، وأسلم معها - رضي الله تعالى عنهما - وهاجرا إلى ابن عمرو الحبشة في الهجرة الثانية ، فلما قدما مكة مات زوجها ، وقيل مات بأرض الحبشة ، فلما حلت خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العقد على - رضي الله تعالى عنها - ثم تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة العاشرة أو (الثامنة ) من النبوة ، ودخل بها عائشة بمكة بعد موت - رضي الله تعالى عنها - ، قال خديجة ابن كثير : والصحيح أن عقد عليها قبل عائشة ، ولم يدخل سودة إلا في السنة الثانية من الهجرة ، وأما بعائشة فإنه دخل بها سودة بمكة ، وسبقه إلى ذلك وجزم به الجمهور ، ومنهم أبو نعيم ، قتادة وأبو عبيدة معمر بن المثنى في رواية والزهري عقيل ، وقال عبد الله محمد بن محمد بن عقيل : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد . عائشة
وروي القولان عن ، وقال ابن شهاب عنه : يونس بن يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج سودة بالمدينة ، قلت : وهي رواية شاذة وقع فيها وهم ، والصحيح : أنها لا عائشة كما تقدم ، وتقدم في مناقب سودة - رضي الله تعالى عنها - عائشة خولة بنت حكيم امرأة - رضي الله تعالى عنه وعنها - أشارت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بزواجها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاذكريها علي فذهبت إلى عثمان بن مظعون وأبيها فقلت : ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ، فقالت : وما ذاك ؟ قالت : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني إليك لأخطبك عليه ، قالت : وددت ذلك ولكن ادخلي على أبي ، واذكري له ذلك ، وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن ، فحييته بتحية أهل الجاهلية ، فقلت : أنعم صباحك ، فقال : ومن أنت ؟ فقلت : سودة خولة [ ص: 199 ] فرحب بي ، وقال ما شاء الله أن يقول . قالت : فقلت : إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر ابنتك ، قال : هو كفء كريم ، فما تقول صاحبتك ؟ قلت : تحب ذاك ، قال : قولي له فليأت ، قالت : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها وقدم عبد الله بن زمعة فوجد أخته قد تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحثا التراب على رأسه ، فلما أسلم ، قال : إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أختي . رواه أن برجال ثقات والإمام الطبراني عن أحمد بسند جيد عائشة وعمر الملا وروى ابن سعد عن رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس كانت تحت سودة بنت زمعة السكران بن عمرو أخي قرأت في المنام كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل يمشي حتى وطئ عنقها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك سهيل بن عمرو محمد ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها ، [من السماء ] وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال : إن صدقت رؤياك ، لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك ، فلم يلبث إلا قليلا حتى مات ، وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
(الثاني ) : في - رضي الله تعالى عنهما - تلتمس رضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة . هبتها يومها
روى عن أبو عمر - رضي الله تعالى عنها - قالت : عائشة لما أسنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطلاقها ، فقالت : لا تطلقني وأنت في حل مني فأنا أريد أن أحشر في أزواجك ، وإني قد وهبت يومي سودة ، وإني لا أريد ما يريد النساء فأمسكها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي عنها مع سائر من توفي عنهن من أزواجه - رضي الله تعالى عنهن - لعائشة .
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن وأبو يعلى - رضي الله تعالى عنها - قالت : ما من الناس أحد وفي لفظ : ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من عائشة إلا أن بها حدة . سودة بنت زمعة