[اختلف في قدر سنه يوم مات وأشهر الأقوال وأكثرها أنه توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وصلى عليه بين القبر والمنبر . روى عمر أحمد في الصفوة أنه أوحى أن يدفن إلى جانب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين القبر والمنبر ] . وابن الجوزي
السابع : في : مرضه ووفاته وذكر بعض ما رثي به
روى عن الحاكم قال : الشعبي ماذا يتوقع من هذه الدنيا الدنية وقد سم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسم أبو بكر .
وروى الواقدي عن والحاكم - رضي الله تعالى عنها - قالت : كان أول بدء مرض عائشة أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة فكان يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة ، وتوفي ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ، وله ثلاث وستون سنة ، وكان يأمر أبي بكر بالصلاة . عمر
وروى ابن سعد عن وابن أبي الدنيا أبي السفر قال : لما دخلوا على في مرضه ، فقالوا : يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك ؟ ، قال : قد نظر إلي ، فقالوا : ما قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد . أبي بكر
وروى الإمام عن أحمد - رضي الله تعالى عنها - قالت : إن عائشة ، لما حضرته الوفاة ، قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : فإن مت في ليلتي هذه فلا تنتظروا بي الغد ، فإن أحب الأيام إلي أقربها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . أبا بكر
[ ص: 261 ] وروى الإمام أحمد عن وابن جرير عبد الله بن اليمن مولى الزبير بن العوام ، قال : لما حضر تمثلت أبو بكر - رضي الله تعالى عنها - بهذا البيت : عائشة
أعوذك ما بقي العذار عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
ورواه ابن سعد وغيره عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : لما ثقل تمثلت بهذا البيت : أبو بكر
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
وروى برجال الصحيح عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : دخلت على أبي بكر فرأيت به وهو في الموت وفي لفظ : «فرأيت به الموت » ، فقلت : هيج هيج أبو يعلى
من لا يزال دمعه مقنعا فإنه في مرة مدفوق
فقال : لا تقولي هذا ، ولكن قولي : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد [ق 19 ] . ثم قال : في أي يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قلت : يوم الاثنين ، قال : أرجو فيما بيني وبين الليل ، فمات ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح .
وروى الإمام عنها أنها تمثلت بهذا البيت أحمد وأبو بكر يقضي .
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقال : ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وروى في تاريخه بسنده عن ابن عساكر قال الأصمعي خفاف بن ندبة السلمي يبكي - رضي الله تعالى عنه - : أبا بكر
ليس لحي فاعلمنه بقا وكل دنيا أمرها للفنا
والملك في الأقوام مستودع عارية فالشرط فيه الأدا
والمرء يسعى وله راصد تندبه العين ونار الصدا
يهرم أو يقتل أو يقهره يشكوه سقم ليس فيه شفا
إن أبا بكر هو الغيث إن لم تزرع الجوزاء بقلا بما
تالله لا يدرك أيامه ذو مئزر ناش ولا ذو ردا
من يسع كي يدرك أيامه مجتهدا شذ بأرض فضا
ومن مناقبه أنه قال - رضي الله تعالى عنها - في مرضه : أنا مذ وليت أمر [ ص: 262 ] المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا أكلنا خبز الشعير طعامهم في بطوننا ، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا ، وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وهذه القطيفة ، فإذا مت فابعثي بها إلى لعائشة ، قالت عمر : فقلت ، فلما جاء الرسول إلى عائشة بكى ، وجعلت دموعه تسيل ، ويقول : رحم الله عمر مرتين ، لقد أتعب من بعده . أبا بكر أسامة ، ومخالفته الكافة في ترك إبعاده وقوله : ومن مناقبه ما كان من إنقاذ جيش كأن أخر من السماء فتخطفني الطير ، وتنهشني السباع أحب إلي أن أكون حالا لعقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول عند موته : أنقذوا جيش أسامة .
ومنها . قتاله أهل الردة ، وخروجه بنفسه
قال الحافظ : وقبل أبو الفرج بن الجوزي رأيه - رضي الله تعالى عنهما - في قتال أهل الردة . عمر
ومنها عهده إلى - رضي الله تعالى عنهما - لما حضرته الوفاة ، وقوله له : اتق الله ، يا عمر ! واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل ، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار ، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى لها فريضة ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا ، وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل ، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا ، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم ، وتجاوز عن سيئاتهم فإذا ذكرتهم قلت : إني أخاف أن لا ألحق بهم ، وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ، ورد عليهم أحسنه ، فإذا ذكرتهم ، قلت : إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكن العبد راغبا وراهبا ، ولا يتمنى على الله ، ولا يقنط من رحمته ، فإن أنت حفظت وصيتي فلا تكن الدنيا أحب إليك من الموت . عمر
[ ص: 263 ]