الثالث : في «اللهم أعز الإسلام » بعمر بن الخطاب . قوله - صلى الله عليه وسلم - يا أخي أشركنا في دعائك ، وقوله :
[ ص: 265 ] روى الإمام وغيره أحمد وابن سعد عن وابن ماجه - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : ابن عمر . «يا أخي أشركنا في دعائك وفي لفظ «في صالح دعائك ولا تنسنا »
رواه أبو داود ، وقال : حسن صحيح والترمذي - رضي الله تعالى عنه - قال : استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمرة فأذن لي ، وقال : لا تنسنا يا أخي من دعائك ، فقال لي كلمة ما سرني أن لي بها الدنيا عمر . عن
وروى الحاكم وابن عساكر في الكبير - عن والطبراني ، ثوبان عن وابن عساكر علي والزبير ، وأبو داود الطيالسي والإمام والنسائي عن أحمد ابن مسعود وابن ماجه في الكامل وابن عدي والحاكم عن والبيهقي ، عائشة عن وابن عساكر ، الزبير بن العوام عن والسدي ربيعة السعدي والحاكم في الكبير عن والطبراني والإمام ابن مسعود أحمد وقال : حسن صحيح ، والترمذي ، وعبد بن حميد وابن سعد وأبو يعلى في الحلية ، وأبو نعيم عن والبغوي ربيعة السعدي عن وابن عساكر ، ابن عمر عن والبزار عن أنس خباب وابن سعد عن مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سعيد بن المسيب . «اللهم أعز » وفي لفظ : «أيد الإسلام بعمر بن الخطاب ، وفي لفظ : «خاصة » ، وفي لفظ : «اللهم ، أعز عمر بن الخطاب » ، وفي لفظ : «بأبي جهل بن هشام ، أو بعمر بن الخطاب » ، وفي لفظ : «بأحب الرجلين » ، وفي لفظ : «هذين الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام »
وروى في الحلية - عن أبو نعيم أن سالم بن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنه - كان يقول : والله ، ما نعنى بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فتخبز لنا ، ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان حتى إذا صار ملء عين اليعقوب ، أكلنا هذا ، وشربنا هذا ، ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا ، لأنا سمعنا الله تعالى يقول : عمر أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا [الأحقاف 20 ] .
وروى عن عبد بن حميد ، قال : ذكر لنا أن قتادة لما قدم عمر الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله ، فقال : هذا لنا ، فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير ؟ فقال : لهم الجنة ، فأزرفت عينا خالد . فقال : لئن كان حظنا من هذا الطعام ، وذهبوا بالجنة ، فقد بانوا بوانا بعيدا . عمر
وروى الحاكم والترمذي والطبراني عن والضياء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 266 ] ابن عباس جبريل ، فقال : أقرئ السلام وقل له إن رضاه حكم ، وإن غضبه عز » عمر . «أتاني
وروى الحكيم في فضائل الصحابة عن وأبو نعيم - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أنس جبريل ، فقال : أقرئ السلام ، وأخبره أن غضبه عز ، ورضاه عدل عمر . أتاني
وروى في تاريخه ، الحاكم في فضائل الصحابة وأبو نعيم ، والخطيب والديلمي ، ، عن وابن النجار - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : علي «اتقوا غضب ، فإن الله يغضب إذا غضب عمر .
وروى أبو داود والطبراني عن والحاكم أبي رمثة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : » ابن الخطاب . «أصاب الله بك يا
وروى النسائي وابن منده عن وابن عساكر واصل مولى عيينة ، قال : كانت امرأة اسمها عمر عاصية فأسلمت ، فقالت : قد كرهت اسمي فسمني فقال : أنت جميلة ، فغضبت وقالت ما وجدت اسما سميتني إلا اسم أمة ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إني كرهت اسمي فسمني ، فقال : أنت جميلة ، فقالت : يا رسول الله ، قلت لعمر : سمني : فقال : أنت جميلة فغضبت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما علمت أن الله عز وجل عند لسان عمر وقلبه لعمر .
ورواه في التاريخ ابن عساكر عن والنسائي بلال عن وابن عساكر بلفظ : أبي بكر الصديق ، وعلى لسانه » عمر . «إن الله جعل الحق في قلب
وروى ابن (عساكر عن بلفظ : أبي ذر «إن الله جعل السكينة على لسان وقلبه يقول بها » عمر . )
ورواه ابن سعد عن أيوب بن موسى مرسلا وقلبه ، وهو الفاروق ، فرق الله به بين الحق والباطل » عمر . «إن الله جعل الحق على لسان
ورواه الإمام أحمد وعبد بن حميد ، وقال : حسن صحيح ، والترمذي عن والطبراني عن ابن عمرو والإمام بلال أحمد وأبو داود وأبو يعلى والروياني والحاكم عن والضياء ، أبي ذر وتمام عن وابن عساكر والإمام أبي سعيد أحمد وأبو يعلى وتمام والحاكم في الحلية عن وأبو نعيم ، أبي هريرة عن والطبراني بلفظ : معاوية وقلبه » عمر . «إن الله جعل الحق على لسان
وروى عن الطبراني سديسة عن مولاة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : حفصة منذ أسلم إلا خر لوجهه » عمر . «إن الشيطان لم يلق
[ ص: 267 ] وروى عن ابن عساكر - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عائشة «إن الشيطان يفر من » عمر بن الخطاب .
وروى ابن عدي عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عقبة بن عامر «إن الله عز وجل باهى الملائكة عشية يوم عرفة » بعمر بن الخطاب .
وروى عن ابن عساكر - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي سعيد فقد أغضبني ، ومن أحب عمر فقد أحبني ، وإن الله باهى عشية يوم عمر عرفة بالناس عامة ، وإن الله باهى خاصة ، وإنه لم يبعث نبي قط إلا كان في أمته (من يحدث ) » . بعمر
وإن يكن في أمتي أحد فهو ، وقيل : كيف يا رسول الله يحدث ؟ قال : يتحدث الملائكة على لسانه . عمر «من (أغضب )
وروى الشيخان عن - رضي الله تعالى عنها - أنه عليه - الصلاة والسلام - قال : عائشة » عمر . «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه
قال ابن وهب : محدثون : أي ملهمون .
وقال معناه : مفهمون . ابن عيينة
وروى عن ابن عساكر - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أنس «مه عن ، فوالله ما سلك عمر واديا قط ، فسلكه الشيطان » عمر .
وروى في فضائل الصحابة عن أبو نعيم - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عمر وقلبه » عمر . «نزل الحق على لسان
وروى في الكبير - عن الطبراني سلمة بن مالك الخطمي ، في الكامل - عن وابن عدي أبي هريرة معا - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وابن عمر ، فإن استطعت أن تموت فمت » عمر . «ويحك إذا مات
وروى الديلمي عن - رضي الله تعالى عنه - قال : معاذ «لا يزال باب الفتنة مغلقا عن أمتي ما عاش لهم ، فإذا هلك عمر بن الخطاب تتابعت عليهم الفتن » عمر .
وروى الطبراني في «الكبير » عن - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال [ ص: 268 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ابن عباس ، أتدري مما تبسمت إليك إذا الله عز وجل باهى ملائكته ليلة عرفة بأهل ابن الخطاب عرفة عامة وباهى بك خاصة » . «يا
وروى في الحلية أبو نعيم عن وابن جرير مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سعيد بن جبير ارجع ، فإن غضبك عز ، ورضاك حكم ، إن لله في السماوات السبع ملائكة يصلون له غنى عن صلاة فلان » قال «عمر : فما صلاتهم ؟ فلم يرد على شيء ، فأتاه عمر جبريل ، فقال : يا نبي الله ، يسألك عن صلاة أهل السماء ، قال : نعم ، فقال : اقرأ على السلام ، وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، وأهل السماء الثانية ركوع يقولون : سبحان ذي العزة والجبروت ، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون : سبحان الحي الذي لا يموت » عمر .
وروى أبو نعيم عن وابن عساكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عقيل بن أبي طالب «يا إن غضبك عز ، ورضاك حكم » عمر .
وروى الديلمي عن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عائشة «يا ، ما من أصحابي أحد إلا وقد غلبه شيطانه إلا عائشة ، فإنه غلب الشيطان » عمر .
وروى الإمام أحمد وقال : صحيح والترمذي وأبو يعلى وابن حبان في الأوسط والطبراني والضياء وابن منيع والحارث عن ، أنس والطيالسي والإمام والشيخان أحمد وابن حبان عن وأبو عوانة ، والإمام جابر عن أحمد عبد الله بن بريرة عن أبيه ، والإمام أحمد وأبو يعلى والروياني وأبو بكر في الغيلانيات عن معاذ عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة وفي لفظ : «لشاب من لعمر بن الخطاب قريش فظننت أني أنا هو ، فقلت : ومن هو ؟ قالوا : ، فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته ، وفي لفظ : «فأردت أن أدخله فذكرت غيرة عمر بن الخطاب أبي حفص ، فقال : أوعليك أغار يا رسول الله ، هل هذا في الله إلا بك ؟ وهل رفعني الله إلا بك ؟ وهل من علي إلا بك » ؟ عمر . «دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب » ، وفي لفظ : «فرأيت فيها دارا وقصرا » فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا :
وروى الإمام والشيخان عن أحمد - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : جابر امرأة بالرميصاء ، وسمعت خشفة أمامي فقلت : من هذا يا أبي طلحة جبريل ؟ قال : هذا ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قال : بلال ، فأردت أن أدخله ، فذكرت غيرتك » لعمر بن الخطاب . رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا
[ ص: 269 ] وروى في تاريخه عن الحاكم - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ابن عمر «رضي الله عن ، ورضي عن من رضي عنه » عمر .
وروى في فضائل الصحابة أبو نعيم والخطيب عن وابن عساكر ابن عمر وابن عساكر عن والحاكم المصعب بن جثامة عن وأبو نعيم - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة «عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة » .
وروى ابن عدي في الكبير والطبراني في فضائل الصحابة وأبو نعيم عن وابن عساكر عن أخيه ابن عباس الفضل - رضي الله تعالى عنهم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : معي ، وأنا مع «عمر » وفي لفظ : عمر مني وأنا من «عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان » عمر .
وروى عن ابن عدي عن سعيد بن جبير ، أنس وابن شاهين عن وابن عساكر مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سعيد بن جبير جبريل : أقرئ السلام وأعلمه أن رضاه حكم ، وغضبه عدل » عمر . «قال لي
وروى أبو بكر الآجري في الشريعة ، ، وتعقبه والحاكم في «فضائل الصحابة » أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وأبو نعيم أتاني عمر جبريل ، فقال : قد استبشر أهل السماء بإسلام » عمر . «لما أسلم
وروى الإمام أحمد وقال : حسن غريب ، والترمذي ، وأبو يعلى في الكبير والطبراني والروياني والبيهقي والحاكم في فضائل الصحابة عن وأبو نعيم ابن عامر ، في الكبير عن والطبراني عصمة بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : » عمر بن الخطاب . «لو كان بعدي نبي لكان
وروى وضعفه الترمذي والبزار في الإفراد والدارقطني وتعقب ، والحاكم عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي بكر » عمر . «ما طلعت الشمس على أحد ، وفي لفظ : «على رجل خير » وفي لفظ : «أفضل من
وروى ابن عدي في فضائل الصحابة وأبو نعيم والديلمي عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ابن عباس «ما في السماء ملك إلا وهو يوقر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفر من عمر » عمر .
وروى في الإفراد - الدارقطني وابن منده عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : حفصة منذ أسلم إلا خر لوجهه » عمر . «ما لقي الشيطان
[ ص: 270 ] وروى عن الحاكم - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عمر «ما لقي الشيطان في فج فسمع صوته إلا أخذ غير فجه » عمر .
الرابع : في ، وهي آية الحجاب موافقاته واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [البقرة 125 ] و عسى ربه إن طلقكن [التحريم 5 ] و فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون 14 ] والاستئذان وأسارى بدر ولا تصل على أحد منهم مات أبدا [التوبة 84 ] . ووصيته وكرامته ووفاته ، وثناء الصحابة عليه ، وأن موته ثلمة في الإسلام
وروى ، أبو داود الطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وهو صحيح وابن عساكر - رضي الله تعالى عنه - قال : وافقت ربي في أربع ، قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من عمر بن الخطاب مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [البقرة 125 ] وقلت : يا رسول الله ، لو ضربت على نسائك الحجاب ، فإنه يدخل عليهن البر والفاجر ، فأنزل الله تعالى وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب [الأحزاب 53 ] ، ونزلت هذه الآية ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين إلى قوله : ثم أنشأناه خلقا آخر [المؤمنون 14 ] . فلما نزلت قلت أنا : تبارك الله أحسن الخالقين فنزلت : فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون 14 ] ودخلت على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت لهن : لتنتهين أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية عسى ربه إن طلقكن [التحريم 5 ] . عن
وروى ، والإمام سعيد بن منصور أحمد والدارقطني والدارمي والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر وابن أبي عاصم وابن جرير والطحاوي وابن حبان في الإفراد ، والدارقطني في السنة ، وابن شاهين وابن مردويه في الحلية - وأبو نعيم عنه - رضي الله تعالى عنه - قال : والبيهقي مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [البقرة 125 ] ، وقلت : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر ، فلو أمرتهن أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب ، واجتمع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساؤه من الغيرة فقلت : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك [التحريم 5 ] . وافقت ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من
وروى وقال : حسن صحيح عن الترمذي - رضي الله تعالى عنهما - قال : «ما نزل بالناس أمر قط ، فقالوا فيه ، وقال ابن عمر إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر » . عمر
قصة ومن كراماته سارية المشهورة حيث كان يخطب يوم الجمعة في السنة التي مات فيها ، فقال في أثناء كلامه : يا سارية بن الحصين ، الجبل الجبل ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض فلم يفهموا ما قال ، فقال له لما نزل : ما هذا الكلام الذي قلته ؟ قال : وقد سمعتني قال : [ ص: 271 ] سمعتك أنا وكل من في المسجد ، فقال : رأيت أصحابنا علي (بنهاوند ) وقد أحاط بهم العدو ، وهناك جبل فإن اعتصموا إليه سلموا وظفروا ، وإلا فيهلكوا فجاء البشير بعد شهر بخبر نصر المسلمين ، وأنهم سمعوا في ذلك الوقت صوتا يشبه صوت ، يا عمر سارية بن حصين ، الجبل الجبل ، فعدلوا إليه ، فانتصروا وظفروا ، فكشف له عن حال السرية حتى عاينهم ببصره وارتفع بصره وصوته إلى أن سمعوه في ذلك الوقت ، فلما جاءه البشير أخبره بذلك .
وفتح على يديه فتوحات كثيرة منها بيت المقدس ، ومن مناقبه قوله «لو أن جملا من ولد الضأن ، ضاع على شط الفرات لخفت أن يسألني الله تعالى عنه » ومنها : ومنها أنه كان في عام الرمادة يصوم النهار ، فإذا أمسى أتى بخبز وزيت فجعل يكسر بيده ويثرد الخبز ثم قال : ويحك تأمرنا ، ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت معترين فضعها بين أيديهم ، وقد حلف في ذلك العام أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يأكل الناس ، وما أثر عنه من كلماته وجدنا علينا الصبر ، إن الطمع فقر واليأس عز . تواضعه مع رفعة قدره وجلالة منصبه
جالس التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة .
كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم ، واسألوا رزق يوم بيوم .
وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومهدوا لها قبل أن تعذبوا ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .
لو أن مثل الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه .
والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها - يعني الخلافة كما دخلت فيها لا أجرا ولا وزرا .
ولو نادى مناد من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون الجنة إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو ، ولو نادى مناد من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون النار كلكم إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو .
وروى عن البخاري - رضي الله تعالى عنهما - قال : ابن عباس على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم تر عيني إلا رجلا وقد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت ، فإذا هو عمر بن الخطاب فترحم على علي بن أبي طالب ، وقال : ما خلق الله أحدا أحب إلي من أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله ، إن كنت لأظن أن يجعلك مع [ ص: 272 ] صاحبيك وذلك أني كنت كثيرا أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : «ذهبت أنا عمر وأبو بكر ، وخرجت أنا وعمر وأبو بكر ، فإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما » وعمر . وضع
رواه عن مسلم . أبي بكر
وروى في صحيحه مسلم والحافظ عن والبيهقي - رضي الله تعالى عنهما - ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - أصاب أرضا عمر بخيبر ، فقال : يا رسول الله ، إني أصبت أرضا ، والله ما أصبت مالا قط هو أنفس عندي منها فما تأمرني يا رسول الله ؟ قال : إن شئت تصدقت بها وحبست أصلها ، فقال : فجعلها صدقة لا تباع ، ولا توهب ، ولا تورث فتصدق بها على الفقراء وذي القربى وفي سبيل الله ، قال عمر ابن عوف : احبسه قال : والضيف ولا جناح على من وليها أن يأكل بالمعروف ، ويطعم صديقا غير متمول ، قال ابن عوز : فذكرته فقال : «غير متأثل مالا » لابن سيرين . أن
وروى ] [البخاري - رضي الله تعالى عنه - تصدق بماله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يقال له : ثمغ وكان نخلا فقال عمر : يا رسول الله ، إني استنفدت مالا وهو عندي نفيس ، فأردت أن أتصدق به ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «تصدق بأصله لا يباع ، ولا يوهب ، ولا يورث ، ولكن تنفق ثمرته فتصدق به عمر ، فصدقته تلك في سبيل الله ، وفي الرقاب ، والمساكين ، والضيف وابن السبيل ، ولذوي القربى ، ولا جناح على من وليه أن يأكل بالمعروف أو يوكل صديقه غير متمول به » عمر . أن
وروى عن البيهقي يحيى بن سعيد أن صدقة - رضي الله تعالى عنه - نسخها لي عمر عبد الحميد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب في ثمغ أنه إلى ما عاشت تنفق ثمرته حيث أراها الله ، فإن توفيت فإنه إلى ذي الرأي من أهله ، وفي لفظ : «من ولدي » لا يشرى أصله أبدا ، ولا يوهب من وليه فلا حرج عليه في ثمره ، إن أكل أو آكل صديقا غير متأثل مالا فما عفا عنه من ثمره ، فهو للسائل والمحروم ، والضيف ، وذوي القربى ، وابن سبيل وفي سبيل الله ، تنفقه حيث أراها الله عز وجل من ذلك فإن توفيت فإلى ذي الرأي من ولدي والمائة الوسق الذي أطعمني حفصة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوادي بيدي ، لم أهلكها فإنه مع [ثمغ ] على سنته التي أمرت بها ، وإن شاء لي ثمغ اشترى من ثمره رقيقا لعمله ، وكتب معيقيب وشهد عبد الله بن الأرقم ، بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به عبد الله أمير المؤمنين : إن حدث به حدث إن ثمغا عمر وصرمة بن الأكوع والعبد الذي فيه ، والمائة سهم الذي بخيبر ، ودقيقه الذي [ ص: 273 ] فيه ، والمائة يعني الوسق الذي أطعمه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، تليه ما عاشت ، ثم يليه ذوو الرأي من أهلها ، لا يباع ولا يشترى ، ينفقه حيث رأى في السائل والمحروم ، وذوي القربى ، ولا حرج على وليه إن أكل أو آكل أو اشترى له رقيقا منه » حفصة .
وروى من طريق الطبراني عبد الله بن زيد بن أسلم عن - رحمه الله تعالى - أن زيد بن أسلم - رضي الله تعالى عنه - قال للستة الذين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، بايعوا لمن بايع له عمر ، فمن أبى فاضربوا عنقه » . عبد الرحمن بن عوف
وروى أن - رضي الله تعالى عنه - بكى عند موت سعيد بن زيد - رضي الله تعالى عنه - فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : على الإسلام أبكي ، إنه بموت عمر ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة » . عمر
وروى [ابن سعد في الطبقات ] عن زيد بن وهب - رحمه الله تعالى - قال : أتينا فذكر عبد الله بن مسعود فبكى حتى ابتل الحصى من دموعه ، وقال : إن عمر كان حصنا حصينا للإسلام ، يدخل الإسلام فيه ولا يخرج منه فلما مات أثلم الحصن فإذا الناس يخرجون عن الإسلام ولا يدخلون فيه . عمر
وروى عن أبي وائل - رضي الله تعالى عنه - قال : قدم علينا ينعي إلينا عبد الله بن مسعود ، فلم أر يوما كان أكثر باكيا ولا حزينا منه ، ثم قال : والله لو أعلم أن عمر كان يحب كلبا لأحببته ، والله إني أحسب العضاة قد وجد فقد عمر . عمر
وروى عنه قال : قال عبد الله : لو أن علم وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر بن الخطاب » . عمر
وروى عن إبراهيم عن عبد الله قال : إني لأحسب قد ذهب بتسعة أعشار العلم ، قال : كان عمر أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله ، وكان إسلامه فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت خلافته رحمة . عمر
وروى عن رضي الله تعالى عنه قال : قال أنس بن مالك أبو طلحة الأنصاري : والله ما أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخله في موت نقص في دينهم ودنياهم » . عمر
[ ص: 274 ] وروى أن قال : «إنما كان مثل الإسلام أيام حذيفة مثل امرئ مقبل : لم يزل في قتال ، فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار » . عمر
وروى أن - رضي الله تعالى عنها - قالت : من رأى عائشة علم أنه خلق عونا للإسلام ، كان والله ، أحوذيا ، نسيج وحده ، وقد أعد للأمور أقرانها . ابن الخطاب
وروى عنه عنها «إذا ذكرتم طال المجلس » . عمر
وروى عن قال : قالت طارق بن شهاب - رضي الله تعالى عنها - يوم أصيب أم أيمن - رضي الله تعالى عنه - : اليوم وهى الإسلام ، قال عمر : إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع الشعبي ، فإن عمر لم يكن يصنع شيئا حتى يشاور . عمر
قال قتيبة بن جابر : صحبت فما رأيت أقرأ منه لكتاب الله ، ولا أفقه في دين الله ، ولا أحسن دراسة منه . عمر
قال الحسن البصري : إذا أراد أحد أن يطيب المجلس ، فأفيضوا في ذكر . عمر
وروى عنه أنه قال : أي أهل بيت لم يجدوا فقده فهم أهل بيت سوء ، وقال : كان طلحة بن عبيد الله أزهدنا في الدنيا ، وأرغبنا في الآخرة . عمر
وقال - رضي الله تعالى عنه - : قد علمنا بأي شيء فضلنا سعد بن أبي وقاص ، كان أزهدنا في الدنيا ، ودخل على ابنته عمر - رضي الله تعالى عنها - فقدمت له مرقا وصبت عليه زيتا ، فقال : إدامان في إناء واحد لا آكله حتى ألقى الله عز وجل » . حفصة
وقال - رضي الله تعالى عنه - : لقد رأيت في قميص أنس - رضي الله تعالى عنه - أربع رقاع بين كتفيه وعن عمر أبي عثمان رأيت - رضي الله تعالى عنه - يرمي الجمار وعليه إزار مرقوع بقطعة من أدم وعن غيره أن قميص عمر كان فيه أربع عشرة رقعة أحدها من أدم » . عمر