تنبيهات
الأول : قال العلامة جمال الدين محمود بن جملة : وهذا الحديث صريح في لموسى - صلى الله عليه وسلم- فإنه وصفه بالصلاة ، وذكر أنه كان قائما ، ومثل هذا لا يوصف به الروح فقط ، وإنما يوصف به مع الجسد؛ فإنه لا يقوم يصلي إلا بعودة الروح إليه ، فتلك كرامة عظيمة؛ فإنه يفسح له في قبره ، فيكون عمله في العبادة متصل بعد وفاته ، وهذه الرواية رؤية عين؛ لأن مذهب أهل السنة أن إثبات الحياة وإن سلم أنه بالروح ، فرؤية الأنبياء حق لا شك فيها . الإسراء كان بالجسد ،
الثاني : إن قيل : إن الصلاة من أعمال الدنيا ، فكيف يصلي من فارق الدنيا أجيب بأن الصلاة هنا قد تكون بمعنى الدعاء والذكر ، وهو من أعمال الآخرة .
الثالث : روى ابن أبي بشر عن شيبان بن جسر عن أبيه قال : كنت فيمن أدخل ثابتا البناني في قبره ، فرفعت لبنة أصلحها ، فإذا بالقبر وفيه ثابت يصلي ، فطبقت اللبنة ، ثم سألت أهله فقلت : أخبروني ما كان ثابت يسأل ربه عز وجل ؟ فقالت : كان يقول : اللهم ، إن كنت أعطيت أحدا الصلاة في قبره فأعطني ذلك .
وجاءت هذه الحكاية من غير وجه ، والله تعالى أعلم . [ ص: 368 ]