الباب الرابع عشر في حكم تركته- صلى الله عليه وسلم- وما خلف
روى الإمام عن أحمد - رضي الله تعالى عنه- ، أبي بكر النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يورث ، وإنما ميراثه للفقراء والمساكين . أن
روى عن ابن عساكر - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «والله لا تقتسم ورثتي بعدي دينارا ما تركت من شيء بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة»
وروى وقال : حسن غريب من الترمذي أبي هريرة . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث»
وروى الإمامان مالك وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن والنسائي عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير والإمامان وعبد الرحمن بن عوف ، مالك والشيخان عن وأحمد عائشة ومسلم عن والترمذي - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث ، ما تركنا صدقة»
وروى الإمام والشيخان أحمد والعرني وأبو داود : « والنسائي » . لا نورث ، ما تركنا صدقة ، وإنما يأكل آل محمد في هذا المال
وروى عن أبو داود - رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة . قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا نورث ما تركنا صدقة ، وإنما هذا المال لآل محمد لنائبتهم ، ولضيفهم ، فإذا مت فهو إلى ولي الأمر من بعدي»
وروى ابن سعد والإمام والشيخان أحمد وأبو داود والنسائي وابن الجارود وأبو عوانة وابن حبان عن والبيهقي - رضي الله تعالى عنها- عائشة فاطمة - رضي الله تعالى عنها- بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أرسلت إلى تسأله ميراثها من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مما أفاء الله على رسوله ، أبي بكر وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي- صلى الله عليه وسلم- التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث ما تركنا صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، يعني مال الله ، ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله ، لا أغير شيئا من صدقة النبي- صلى الله عليه وسلم- عن حالها التي كانت عليها في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- ولأعملن فيها بما عمل النبي- صلى الله عليه وسلم- فيها ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى أبو بكر فاطمة شيئا ، فوجدت فاطمة على - رضي الله تعالى عنها- في ذلك . [ ص: 370 ] أبي بكر
فقال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أن أصل قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ، فإني لم أك فيها عن الحق ، وإني لم أكن لأترك فيها أمرا ، رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصنعه فيها إلا صنعته . أن
وروى ابن سعد - برجال ثقات- سوى - عن الواقدي - رضي الله تعالى عنه- قال : عمر بن الخطاب في ذلك اليوم ، فلما كان من الغد جاءت فاطمة لأبي بكر معها لأبي بكر فقالت : ميراثي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فقال علي ، - رضي الله تعالى عنه- : أمن الرثة أو من العقد قالت : فدك وخيبر وصدقاته أبو بكر بالمدينة ، أرثها كما يرثك بناتك إذا مت ، فقال : أبوك والله خير مني وأنت والله خير من بناتي ، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا نورث ما تركنا صدقة» ، يعني هذه الأموال القائمة ، فتعلمين أن أباك أعطاكها فو الله ، لئن قلت : نعم لأقبلن قولك ، ولأصدقنك ، قالت : جاءتني أبو بكر فأخبرتني أنه أعطاني فدك ، قال أم أيمن ، : فسمعته يقول : هي لك ، فإذا قلت قد سمعته فهي لك ، فأنا أصدقك ، وأقبل قولك ، قالت : قد أخبرتك ما عندي . عمر «لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بويع
وروى ابن سعد عن جعفر قال : جاءت فاطمة إلى تطلب ميراثها ، وجاء أبي بكر ، يطلب ميراثه ، وجاء معهما العباس بن عبد المطلب . علي
فقال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا نورث ما تركنا صدقة» وما كان النبي يعول فعلي ، فقال علي : أبو بكر وورث سليمان داود [النمل : 16] وقال زكريا : يرثني ويرث من آل يعقوب [مريم : 6] قال : هو هكذا ، وأنت الله أعلم مثل ما أعلم ، فقال علي : هذا كتاب الله ينطق ، فسكتوا وانصرفوا أبو بكر .
وروى والإمام عبد الرزاق أحمد والشيخان وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن مردويه والبيهقي وأبو عبيد في «الأموال» عن مالك بن أوس بن الحدثان قال : حجبته فجاء يرفأ فقال : هل لك يا أمير المؤمنين في عمر بن الخطاب عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وسعد ؟ قال : نعم ، ثم جاء ، فقال : هل لك في عباس قال : نعم ، فدخلوا ، قال وعلي ؟ : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمون أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث ما تركنا صدقة» ، فقالوا : نعم ، فأقبل على عمر عباس فقال : أنشدكما بالله الذي تقوم السماء والأرض بإذنه ، أتعلمان أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث ما تركنا صدقة» قال : نعم ، قال وعلي : فإن الله كان خص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال : عمر ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى [الحشر : 7] فقسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بينكم أموال بني النضير ، فو الله ، ما أستأثر عليكم ، ولا آخذها دونكم حتى بقي هذا المال ، فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأخذ منه نفقة سنة [ ص: 371 ] ثم يجعل ما بقي أسوة المال ، ثم قال : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمون ذلك ؟ قالوا : نعم ، ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم : أتعلمان ذلك : قالا : نعم ، فلما توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : أنا ولي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا نورث ما تركنا صدقة» فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ، ثم توفي أبو بكر فقلت : أنا ولي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وولي أبو بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا ، والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق ، فوليتماني حتى جئتني أنت ، وهذا وأنتما جميع ، وأمركما واحد ، فقلتما ادفعها إلينا ، فقلت : إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيه بالذي كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يعملان فيها فأخذتماها بذلك ، فقال : أكذلك ؟ قالا : نعم ، ثم جئتماني لأقضي بينكما ، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما عنها فرداها إلي أبي بكر . أرسل إلي
وروى الإمام والشيخان أحمد عن والبيهقي - رضي الله تعالى عنها- عائشة - صلى الله عليه وسلم- فاطمة بنت رسول الله مما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مما أفاء الله عليه ، فقال لها سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يقسم لها ميراثها : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نورث ما تركنا صدقة» فغضبت أبو بكر فاطمة ، فهجرت ، فلم تزل مهاجرة حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر ، فكانت أبا بكر فاطمة تسأل نصيبها مما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبا بكر ذلك ، وقال : لست تاركا شيئا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعمله إلا عملته ، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ أبو بكر . أن
وروى عن الحميدي قال : زر بن حبيش عن ميراث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عائشة قالت : أعن ميراث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تسأل ؟ ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صفراء ولا بيضاء ولا شاة ولا بعيرا ولا عبدا ولا أمة ولا ذهبا ولا فضة سألت .
وروى البخاري ختن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخي عمرو بن الحارث قال : جويرية بنت الحارث جعلها صدقة ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا . عن
وروى الإمام أحمد عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس . مات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة ، وترك درعه عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير
وروى عن ابن عساكر - رضي الله تعالى عنه- قال : والله ، لا تقتسم ورثتي [ ص: 372 ] أبي هريرة
بعدي ، ما تركت من بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة .
وروى الإمام أحمد من طرق وابن عساكر عن ومسلم - رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة . ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء
وروى عن البخاري ابن عباس ومحمد ابن الحنفية قال : ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا ما بين الدفتين .
وروى عن البخاري عاصم الأحول قال : قال معمر : والنضار شجر ب «نجد» وقال رأيت قدح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند أنس ، وكان قد انصدع فسلسله بفضة قال : وهو قدح عريض من نضار ، : أنس . لقد سقيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في هذا القدح ، وكان فيه حلقة من حديد ، فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من فضة أو ذهب ، فقال أبو طلحة : لا تغيره كما كان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فتركه
وروي عن عيسى بن طهمان قال : نعلين جرداوين لهما قبالان ، قال : أنس
فحدثني ثابت بعد عن أنهما نعلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . أنس أخرج إلينا
وروى عن البيهقي فاطمة بنت الحسين أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قبض وله بردان في الحق يعملان .
وروي أيضا عن قال : سهل بن سعد توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وله جبة صوف في الحياكة .