واختلفوا في أي الشهور كان [الإسراء]  فجزم  ابن الأثير  وجمع منهم النووي  في فتاويه كما في النسخ المعتمدة ، بأنه كان في ربيع الأول ، قال النووي :  «ليلة سبع وعشرين» . وجرى عليه جمع ، وهكذا عن الفتاوى الإسنوي  في المهمات ، والأذرعي   - بفتح أوله والراء وسكون الذال المعجمة بينهما - في التوسط ، والزركشي  في الخادم ، والدميري  في حياة الحيوان ، وغيرهم . وكذا رأيته في عدة نسخ من الفتاوى وفي بعض النسخ من شرح  مسلم  كذلك ، وفي أكثرها ربيع الآخر كما في نسخ الفتاوى . ونقله  ابن دحية  في الابتهاج ، والحافظ  في الفتح ، وجمع عن الحربي . والذي نقله عنه  ابن دحية  في كتابيه : التنوير والمعراج الصغير ، وأبو شامة  في الباعث ، والحافظ  في فضائل رجب ، ربيع الأول . وقيل : كان في رجب ، وجزم به النووي  في الروضة تبعا للرافعي ،  وقيل في رمضان ، وقيل في شوال . 
قال ابن عطية  بعد أن حكى الخلاف والتحقيق : «أنه كان بعد شق الصحيفة وقبل بيعة العقبة ،  قال  ابن دحية   : «ويمكن أن يعين اليوم الذي أسفرت عنه تلك الليلة ، ويكون يوم الاثنين» . وذكر الدليل على ذلك بمقدمات حساب من تاريخ الهجرة ، وحاصل الأمر أنه استنبطه ، وحاول موافقة كون المولد يوم الاثنين وكون المبعث يوم الاثنين وكون المعراج يوم الاثنين وكون الهجرة يوم الاثنين وكون الوفاة يوم الاثنين . قال : فإن هذه أطوار الانتقالات النبوية وجودا ونبوة ومعراجا وهجرة ووفاة ، فهذه خمسة أطوار ، فيكون يوم الاثنين في حقه صلى الله عليه وسلم كيوم الجمعة في حق آدم عليه الصلاة والسلام  فيه خلق وفيه أنزل إلى الأرض وفيه تاب الله عليه وفيه مات ، وكانت أطواره الوجودية والدينية خاصة بيوم واحد . انتهى .  [ ص: 66 ] 
وروى  ابن أبي شيبة  عن  جابر  و  ابن عباس  رضي الله عنهما قالا : «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وفيه بعث وفيه عرج إلى السماء وفيه مات»  . وقولهما : «وفيه عرج إلى السماء» أراد الليلة لأن الإسراء كان بالليل اتفاقا   . 
				
						
						
