nindex.php?page=treesubj&link=29260ابن كعب

كعب: اختلف مما ذا نقل على أقوال: الأول: أنه منقول من الكعب الذي هو قطعة من السمن الجامد في الزق أو في غيره من الظروف، كما أن الكعب القطعة من الأقط حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14417الزجاجي والسهيلي في آخرين.

الثاني: أنه منقول من كعب الإنسان وهو ما شرف فوق رسغه عند قدمه. وعلى هذا فقيل: نقل منه لارتفاعه وشرفه على قومه. واختاره nindex.php?page=showalam&ids=14417الزجاجي وغيره لثبوته، من قولهم ثبت ثبوت الكعب. واختاره السهيلي ، واستدل له بما جاء في خبر nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل وحجارة المنجنيق تمر بأذنه، وهو لا يلتفت كأنه كعب راتب.

الثالث: أنه من كعب القناة. ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد. قال في الزهر: ولعله أشبه ويترشح بقول بعضهم: سمي بذلك لارتفاعه على قومه وعلوه عليهم وشرفه فيهم.

وكنيته أبو هصيص - بمهملتين مصغر - والهص: شدة القبض والغمز: وقيل: شدة الوطء للشيء حتى يشدخه.

وأمه ماوية - بواو - مكسورة فمثناة تحتية مشددة - بنت كعب بن القين القضاعية.

وكان عظيم القدر عند العرب ، ولهذا أرخوا بموته إلى أن كان عام الفيل فأرخوا به، ثم أرخوا بموت عبد المطلب .

قال السهيلي : وكعب بن لؤي هذا من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام في قول بعضهم. وقيل هو أول من سماها الجمعة. انتهى. وصحح هذا الثاني المحب ابن الهائم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: يوم الجمعة اسم إسلامي ولم يكن في الجاهلية لأنه يجتمع فيه للصلاة أحد من الجمع. قال في الزهر: وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد بسند صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: جمع أهل المدينة قبل أن تنزل الجمعة وقبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين سموها الجمعة. وهو يؤيد ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ولهذا مزيد بيان يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني من أبواب الحوادث.

[ ص: 279 ] وكان يجمع قومه في هذا اليوم ويخطبهم. قال nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رحمه الله تعالى: فيقول أما بعد فاسمعوا وعوا، وافهموا وتعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، لم تخلق عبثا فتضربوا عنا صفحا، الآخرون كالأولين، والذكر كالأنثى، والزوج والفرد إلى بلى. فصلوا أرحامكم، وأوفوا بعهودكم، واحفظوا أصهاركم، وثمروا أموالكم، فإنها قوام مروءتكم فهل رأيتم من هالك رجع، أو ميت نشر، الدار أمامكم واليقين غير ما تظنون، حرمكم زينوه وعظموه، وتمسكوا به، فسيأتي له نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، بذلك جاء موسى وعيسى صلى الله عليه وسلم، ثم يقول:

نهار وليل كل أوب بحاث سواء علينا ليلها ونهارها     على غفلة يأتي النبي محمد
يخبر أخبارا صدوقا خبيرها

والله لو كنت ذا سمع وذا بصر، ويد ورجل، لتنصبت فيها تنصب الجمل، ولأرقلت فيها إرقال الفحل. ثم يقول:

يا ليتني شاهد فحواء دعوته     حين العشيرة تبغي الحق خذلانا

وكان بين موته ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم وغيره.

وهو nindex.php?page=treesubj&link=34020أول من قال: "أما بعد" في أحد الأقوال. وله من الذكور ثلاثة: مرة، وهصيص المكنى به، وعدي .

nindex.php?page=treesubj&link=29260ابْنُ كَعْبٍ

كَعْبٌ: اخْتُلِفَ مِمَّا ذَا نُقِلَ عَلَى أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهُ مَنْقُولٌ مِنَ الْكَعْبِ الَّذِي هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ السَّمْنِ الْجَامِدِ فِي الزِّقِّ أَوْ فِي غَيْرِهِ مِنَ الظُّرُوفِ، كَمَا أَنَّ الْكَعْبَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْأَقِطِ حَكَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=14417الزَّجَّاجِيُّ وَالسُّهَيْلِيُّ فِي آخَرِينَ.

الثَّانِي: أَنَّهُ مَنْقُولٌ مِنْ كَعْبِ الْإِنْسَانِ وَهُوَ مَا شَرَفَ فَوْقَ رُسْغِهِ عِنْدَ قَدَمِهِ. وَعَلَى هَذَا فَقِيلَ: نُقِلَ مِنْهُ لِارْتِفَاعِهِ وَشَرَفِهِ عَلَى قَوْمِهِ. وَاخْتَارَهُ nindex.php?page=showalam&ids=14417الزَّجَّاجِيُّ وَغَيْرُهُ لِثُبُوتِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ ثَبَتَ ثُبُوتَ الْكَعْبِ. وَاخْتَارَهُ السُّهَيْلِيُّ ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِمَا جَاءَ فِي خَبَرِ nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَوْمَ قُتِلَ وَحِجَارَةُ الْمَنْجَنِيقِ تَمُرُّ بِأُذُنِهِ، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ كَأَنَّهُ كَعْبٌ رَاتِبٌ.

الثَّالِثُ: أَنَّهُ مِنْ كَعْبِ الْقَنَاةِ. ذَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ. قَالَ فِي الزَّهْرِ: وَلَعَلَّهُ أَشْبَهَ وَيَتَرَشَّحُ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ عَلَى قَوْمِهِ وَعُلُوِّهِ عَلَيْهِمْ وَشَرَفِهِ فِيهِمْ.

وَكُنْيَتُهُ أَبُو هَصِيصٍ - بِمُهْمَلَتَيْنِ مُصَغَّرٌ - وَالْهَصُّ: شِدَّةُ الْقَبْضِ وَالْغَمْزِ: وَقِيلَ: شِدَّةُ الْوَطْءِ لِلشَّيْءِ حَتَّى يَشْدَخَهُ.

وَأُمُّهُ مَاوِيَّةُ - بِوَاوٍ - مَكْسُورَةٍ فَمُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ مُشَدَّدَةٍ - بِنْتُ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ الْقُضَاعِيَّةُ.

وَكَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ عِنْدَ الْعَرَبِ ، وَلِهَذَا أَرَّخُوا بِمَوْتِهِ إِلَى أَنْ كَانَ عَامَ الْفِيلِ فَأَرَّخُوا بِهِ، ثُمَّ أَرَّخُوا بِمَوْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .

قَالَ السُّهَيْلِيُّ : وَكَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ هَذَا مَنْ جَمَّعَ يَوْمَ الْعَرُوبَةِ، وَلَمْ تُسَمَّ الْعَرُوبَةُ الْجُمْعَةَ إِلَّا مُنْذُ جَاءَ الْإِسْلَامُ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ. وَقِيلَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا الْجُمْعَةَ. انْتَهَى. وَصَحَّحَ هَذَا الثَّانِيَ الْمُحِبُّ ابْنُ الْهَائِمِ. وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13064ابْنُ حَزْمٍ: يَوْمُ الْجُمْعَةِ اسْمٌ إِسْلَامِيٌّ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِأَنَّهُ يُجْتَمَعُ فِيهِ لِلصَّلَاةِ أَحَدٌ مِنَ الْجَمْعِ. قَالَ فِي الزَّهْرِ: وَفِي تَفْسِيرِ nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: جَمَّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْجُمْعَةُ وَقَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمُ الَّذِينَ سَمَّوْهَا الْجُمْعَةَ. وَهُوَ يُؤَيِّدُ مَا ذَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13064ابْنُ حَزْمٍ وَلِهَذَا مَزِيدُ بَيَانٍ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْبَابِ الثَّانِي مِنْ أَبْوَابِ الْحَوَادِثِ.

[ ص: 279 ] وَكَانَ يَجْمَعُ قَوْمَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَيَخْطُبُهُمْ. قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَيَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَاسْمَعُوا وَعُوا، وَافْهَمُوا وَتَعَلَّمُوا، لَيْلٌ سَاجٍ، وَنَهَارٌ ضَاحٍ وَالْأَرْضُ مِهَادٌ، وَالسَّمَاءُ بِنَاءٌ، وَالْجِبَالُ أَوْتَادٌ، وَالنُّجُومُ أَعْلَامٌ، لَمْ تُخْلَقْ عَبَثًا فَتَضْرِبُوا عَنَّا صَفْحًا، الْآخَرُونَ كَالْأَوَّلِينَ، وَالذَّكَرُ كَالْأُنْثَى، وَالزَّوْجُ وَالْفَرْدُ إِلَى بِلَى. فَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَأَوْفَوْا بِعُهُودِكُمْ، وَاحْفَظُوا أَصْهَارَكُمْ، وَثَمِّرُوا أَمْوَالَكُمْ، فَإِنَّهَا قِوَامُ مُرُوءَتِكُمْ فَهَلْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَالِكٍ رَجَعَ، أَوْ مَيِّتٍ نُشِرَ، الدَّارُ أَمَامَكُمْ وَالْيَقِينُ غَيْرُ مَا تَظُنُّونَ، حَرَمُكُمْ زَيِّنُوهُ وَعَظِّمُوهُ، وَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَسَيَأْتِي لَهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ، وَسَيَخْرُجُ مِنْهُ نَبِيٌّ كَرِيمٌ، بِذَلِكَ جَاءَ مُوسَى وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ:

نَهَارٌ وَلَيْلٌ كُلَّ أَوْبٍ بِحَاثَ سَوَاءٌ عَلَيْنَا لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا     عَلَى غَفْلَةٍ يَأْتِي النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ
يُخَبِّرُ أَخْبَارًا صَدُوقًا خَبِيرُهَا

وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ ذَا سَمْعٍ وَذَا بَصَرٍ، وَيَدٍ وَرِجْلٍ، لَتَنَصَّبْتُ فِيهَا تَنَصُّبَ الْجَمَلِ، وَلَأَرْقَلْتُ فِيهَا إِرْقَالَ الْفَحْلِ. ثُمَّ يَقُولُ:

يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ     حِينَ الْعَشِيرَةُ تَبْغِي الْحَقَّ خُذْلَانَا

وَكَانَ بَيْنَ مَوْتِهِ وَمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَسِتُّونَ سَنَةً. رَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ.

وَهُوَ nindex.php?page=treesubj&link=34020أَوَّلُ مَنْ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ" فِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ. وَلَهُ مِنَ الذُّكُورِ ثَلَاثَةٌ: مُرَّةُ، وَهُصَيْصٌ الْمُكَنَّى بِهِ، وَعَدِيٌّ .