[فصل: في ذكر أن بني إسرائيل آذوا موسى  فنسبوه إلى الآدر] 
إن قوما من بني إسرائيل عابوا موسى  لكونه يغتسل مؤتزرا ، فقالوا إنه آدر . والآدر: العظيم الخصيتين . 
حدثنا عبد الأول بن عيسى ،  قال: أخبرنا  الداودي ،  قال: أخبرنا ابن أعين  [ ص: 371 ] السرخسي ،  قال: حدثنا  الفربري ،  حدثنا  البخاري ،  قال: حدثنا إسحاق بن نصر ،  قال: حدثنا  عبد الرزاق ،  عن  معمر ،  عن  همام بن منبه ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:  "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض ،  وكان موسى  يغتسل وحده ، فقالوا: والله ما يمنع موسى  أن يغتسل معنا إلا أنه آدر . فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه ، فجمع موسى  في أثره يقول: ثوبي يا حجر ، ثوبي يا حجر ، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى  عليه السلام ، وقالوا: والله ما بموسى  من بأس ، وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا" . قال  أبو هريرة:  والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر . أخرجاه في الصحيحين . 
فإن قيل: كيف خرج موسى  عريانا حتى رآه الناس؟ 
فيحتمل وجهين: 
. أحدهما: أنه خرج وليس هناك أحد فرأوه . 
والثاني: أنه كان عليه مئزر ، والإزرة تبين تحت الثوب المبتل بالماء . 
[ذكر الملوك] في زمان موسى عليه السلام] 
إن أول ملك من ملوك اليمن ملك كان لهم في زمان موسى من حمير ، يقال له: شمير بن الأهلوك . وهو الذي بنى مدينة ظفار باليمن ، وأخرج من كان بها من العماليق ، وإن هذا الملك الحميري كان من عمال ملوك الفرس يومئذ على اليمن ونواحيها . 
 [ ص: 372 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					