إلى القاطول] المعتصم [خروج
وفي هذه السنة: خرج إلى المعتصم القاطول ، وذلك في ذي القعدة ، واستخلف [ابنه الواثق ببغداد] وكان السبب في ذلك : خوفه من جنوده ، وكان قد قال لأحمد بن أبي خالد: يا أحمد ، اشتر لي بناحية سامراء موضعا أبني فيه مدينة ، فإني أتخوف أن يصيح هؤلاء الحربية صيحة فيقتلوا غلماني ، حتى أكون فوقهم ، فإن رابني منهم ريب أتيتهم في البر والبحر ، حتى آتي عليهم ، وقال لي: خذ مائة ألف دينار . فقال: آخذ خمسة آلاف دينار ، فكلما احتجت إلى زيادة بعثت فاستزدت . قال: نعم . قال: [فأتيت الموضع] فاشتريت سامراء بخمسمائة درهم من النصارى أصحاب الدير ، واشتريت موضع البستان الخاقاني بخمسة آلاف درهم ، واشتريت عدة مواضع ، حتى أحكمت ما أردت ، ثم انحدرت فأتيته بالصكاك ، فعزم على الخروج إليها في سنة عشرين ، فخرج حتى إذا قاربها وقارب القاطول ، ضربت [له] فيه القباب والمضارب ، وضرب الناس الأخبية ، ثم لم يزل يتقدم [وتضرب] له القباب حتى وضع البناء بسامراء في سنة إحدى وعشرين . [ ص: 55 ]
وسأل المعتصم مسرورا الخادم: أين كان يتنزه إذا ضجر من المقام؟ الرشيد
فقال: بالقاطول ، قد كان بنى هناك مدينة آثارها وسورها قائم ، وقد كان خاف من الجند أيضا ، فلما وثب أهل الشام بالشام وعصوا خرج إلى الرشيد الرقة ، فأقام بها ، وبقيت مدينة القاطول لم تستتم .
بالبصرة في هذه السنة طاعون ، مات فيه خلق كثير ، وكان لرجل سبع بنين فماتوا في يوم واحد فعزي ، فقال: سلم سلم . وكان