فصل
قال هشام بن محمد السائب الكلبي ، وهم: انتهى الشرف من قريش في الجاهلية ووصل في الإسلام إلى عشرة رهط من عشرة أبطن
هاشم ، وأمية ، ونوفل ، وعبد الدار ، وأسد ، وتيم ، ومخزوم ، وعدي ، وجمح ، وسهم .
وكان من بني هاشم يسقي الحجيج في الجاهلية ، وبقي ذلك له في الإسلام ، وكانت له العمادة ، وهي أن لا يتكلم أحد في العباس بن عبد المطلب ، المسجد الحرام برفث ولا هجر ، ولا يرفع صوت ، كان العباس رضي الله عنه ينهاهم عن ذلك .
ومن بني أمية كانت عنده العقاب راية قريش ، وإذا كانت عند رجل أخرجها إذا حميت الحرب ، فإن اجتمعت قريش على أحد أعطوه العقاب ، وإن لم يجتمعوا على أحد رأسوا صاحبها وقدموه . أبو سفيان بن حرب .
ومن بني نوفل الحارث بن عامر وكانت إليه الرفادة ، وهي مال كانت تخرجه من أموالها وترفد به منقطعي الحاج .
ومن بني عبد الدار كان إليه اللواء والسدانة مع الحجابة ، ويقال والندوة في عثمان بن طلحة بني عبد الدار .
ومن بني أسد يزيد بن ربيعة بن الأسود ، وكانت إليه المشورة ، وذلك أن رؤساء قريش لم يكونوا يجتمعون على أمر حتى يعرضوه عليه ، فإن وافقه والاهم عليه ، وإلا تخير فكانوا أعوانا ، واستشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف . [ ص: 217 ]
ومن بني تيم: [رضي الله عنه] كانت إليه في الجاهلية الإساف ، وهي الديات والمغرم [وكان إذا احتمل شيئا يسأل فيه قريش سدنة وإحماله من ينظر فيه] وإن أحمله غيره خذلوه . أبو بكر الصديق
ومن بني مخزوم: كانت [إليه] القبة والأعنة ، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ، ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش ، وأما الأعنة فإنه كان يكون على خيل قريش في الحرب . خالد بن الوليد
ومن بني عدي: رضي الله عنه ، كانت إليه السفارة في الجاهلية وذلك إذا وقعت بين قريش وغيرهم [حرب] بعثوه سفيرا أو إن نافرهم حي المفاخرة بعثوه مفاخرا ، ورضوا به . عمر بن الخطاب
ومن بني جمح: وكانت إليه الأيسار ، وهي الأزلام كان هو الذي يجري ذلك على يديه . صفوان بن أمية ،
ومن بني سهم: الحارث بن قيس ، وكانت [إليه] الحكومة والأموال التي يسمونها لآلهتهم إليه .
فهذه وهي السقاية [والعمادة والعقاب والرفادة والحجابة والندوة واللواء والمشورة والإساف] والقبة والأعنة والأيسار والحكومة والأموال المحجرة للآلهة ، وكانت إلى هؤلاء العشرة [من البطون العشرة] ، وجاء الإسلام فوصل ما يصلح وصله ، وكذلك كل شرف من شرف الجاهلية أدركه الإسلام فوصله ، وكانوا إذا كانت حرب اقترعوا بين أهل الرئاسة ، [ ص: 218 ] فمن خرجت القرعة عليه أحضروه صغيرا كان أو كبيرا ، فلما كان يوم الفجار اقترعوا بين مكارم قريش التي كانت في الجاهلية ، بني هاشم ، فخرج منهم العباس ، وكان صغيرا فأجلسوه على الفرس .