قال المؤلف:
ومما جرى بعد حجه صلى الله عليه وآله وسلم .
أن باذام والي اليمن مات ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمالها بين شهر بن باذام وعامر بن شهر الهمداني ، وأبي موسى الأشعري ، وخالد بن سعيد بن العاص ، ويعلى بن أمية ، وعمرو بن حزم ، وزياد بن لبيد البياضي على حضرموت ، وعكاشة بن ثور على السكاسك والسكون .
معلما لأهل البلدين: معاذ بن جبل اليمن وحضرموت ، وقال له: وبعث "يا معاذ إنك تقدم على قوم أهل كتاب وإنهم سائلوك عن مفاتح الجنة ، فأخبرهم أن وأنها تخرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل ، لا تحجب دونه ، من جاء بها يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب" فقال: أرأيت ما سئلت عنه واختصم إلي فيه مما ليس في كتاب الله ولم أسمع منك سنة؟ فقال: مفاتح الجنة لا إله إلا الله ، فإن أشكل عليك أمر فسل ولا تستحيي ، واستشر ثم اجتهد ، فإن الله إن يعلم منك الصدق يوفقك ، فإن التبس عليك فقف حتى تتبينه أو تكتب إلي فيه ، واحذر [ ص: 7 ] الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار "تواضع لله يرفعك ، ولا تقضين إلا بعلم ، وعليك بالرفق" . وروى [في المسند] ، قال: الإمام أحمد لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصيه معاذ بن جبل ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي تحت راحلته ، فلما فرغ ، : قال: "يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري ، فبكى معاذ خشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم التفت وأقبل بوجهه نحو المدينة ، فقال: "إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا" . وروي عن إن عبيد بن صخر ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمال اليمن جميعا ، فقال: تعاهدوا الناس بالتذكرة واتبعوا الموعظة فإنها أقوى للعاملين على العمل بما يحب الله .