وفيها كانت حجة الوداع
قال المؤلف: لما عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الحج أذن بالناس بذلك ، فقدم المدينة خلق كثير ليأتموا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة مغتسلا مدهنا مترجلا متجردا في ثوبين إزار ورداء ، وذلك في يوم السبت لخمس [ليال] بقين من ذي القعدة ، فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين ، وأخرج معه نساءه كلهن في هوادج ، وأشعر هديه وقلده ، ثم ركب ناقته ، فلما استوى بالبيداء أحرم من يومه ذلك . [ ص: 6 ]
وكان يوم الاثنين بمر الظهران فغربت له الشمس بسرف ، ثم أصبح واغتسل ودخل مكة نهارا وهو على راحلته ، فدخل من أعلى مكة من كداء حتى انتهى إلى باب بني شيبة ، فلما رأى البيت رفع يديه ، وقال: "اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، وزد من عظمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما ومهابة وتعظيما وبرا" .
ثم ثم صلى خلف المقام ركعتين ، ثم سعى بين بدأ فطاف بالبيت ، ورمل ثلاثة أشواط من الحجر إلى الحجر وهو مضطبع بردائه ، الصفا والمروة على راحلته من فوره ذلك .
وخطب بمكة خطبا في أيام حجه .