[ ص: 243 ] رضي الله عنه] عمر [وصايا سيدنا
وقال عمرو بن ميمون: (قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام، ثم قال لابنه: يا عمر: عبد الله؛ انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوها، فقال: إن وفى مال آل .. فأده من أموالهم، وإلا فاسأل في عمر بني عدي، فإن لم تف أموالهم؛ فاسأل في قريش، اذهب إلى أم المؤمنين فقل: يستأذن عائشة أن يدفن مع صاحبيه، فذهب إليها، فقالت: كنت أريده - تعني المكان - لنفسي، ولأوثرنه اليوم على نفسي، فأتى عمر عبد الله، فقال: قد أذنت، فحمد الله تعالى.
وقيل له: أوص يا أمير المؤمنين واستخلف، قال: ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض... فسمى الستة، وقال: يشهد معهم وليس له من الأمر شيء؛ فإن أصابت الإمرة عبد الله بن عمر سعدا.. فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة.
ثم قال: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين والأنصار، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا في مثل ذلك من الوصية.
فلما توفي.. خرجنا به نمشي، فسلم وقال: عبد الله بن عمر يستأذن، فقالت عمر أدخلوه، فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه، فلما فرغوا من دفنه ورجعوا.. اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عائشة: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال عبد الرحمن بن عوف: الزبير: قد جعلت أمري إلى وقال علي، سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وقال قد جعلت أمري إلى طلحة: عثمان.
قال: فخلا هؤلاء الثلاثة، فقال عبد الرحمن: أنا لا أريدها، فأيكما يبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام.. لينظرن أفضلهم في نفسه، وليحرصن على صلاح الأمة، فسكت الشيخان علي وعثمان.
فقال عبد الرحمن: اجعلوه إلي والله علي؛ لا آلوكم عن أفضلكم؟
قالا: نعم، فخلا بعلي وقال: لك من القدم في الإسلام والقرابة من [ ص: 244 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت، الله عليك لئن أمرتك.. لتعدلن، ولئن أمرت عليك.. لتسمعن ولتطيعن؟ قال: نعم، ثم خلا بالآخر فقال له كذلك، فلما أخذ ميثاقهما.. بايع وبايعه عثمان، علي).
وفي «مسند أحمد» أنه قال: إن أدركني أجلي عمر حي.. استخلفته؛ فإن سألني ربي: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: وأبو عبيدة بن الجراح أبو عبيدة بن الجراح». فإن أدركني أجلي وقد توفي «إن لكل نبي أمينا، وأميني أبو عبيدة.. استخلفت فإن سألني ربي: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة». معاذ بن جبل؛ وقد ماتا في خلافته. عن
وفي «المسند» أيضا عن أبي رافع: أنه قيل عند موته في الاستخلاف فقال: (قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا، ولو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه.. لوثقت به: لعمر سالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح).