[ ص: 254 ]  [إنشاؤه للديوان رضي الله عنه  
وأخرج عن جبير بن الحويرث:   (أن  عمر بن الخطاب   - رضي الله عنه - استشار المسلمين في تدوين الديوان، فقال له  علي:  تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ولا تمسك منه شيئا. 
وقال  عثمان:  أرى مالا كثيرا يسع الناس، وإن لم يحصوا حتى تعرف من أخذ ممن لم يأخذ.. خشيت أن ينتشر الأمر. 
فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة:  يا أمير المؤمنين؛ قد جئت الشام  فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا، وجندوا جنودا فدون ديوانا، وجند جنودا. 
فأخذ بقوله، فدعا  عقيل بن أبي طالب،   ومخرمة بن نوفل،   وجبير بن مطعم،   - وكانوا من نساب قريش   - فقال: اكتبوا الناس على منازلهم، فكتبوا فبدؤوا ببني هاشم،  ثم أتبعوهم  أبا بكر  وقومه، ثم  عمر  وقومه على الخلافة، فلما نظر فيه  عمر..  قال: ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا  عمر  حيث وضعه الله). 
وأخرج عن  سعيد بن المسيب  قال:  (دون  عمر  الديوان في المحرم سنة عشرين). 
وأخرج عن  الحسن  قال:  (كتب  عمر  إلى  حذيفة:  أن أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم، فكتب إليه: إنا قد فعلنا وبقي شيء كثير، فكتب إليه  عمر:  إنه فيئهم الذي أفاء الله عليهم، ليس هو  لعمر  ولا لآل  عمر،  اقسمه بينهم). 
وأخرج ابن سعد  عن  جبير بن مطعم  قال: (بينما  عمر  واقف على جبال عرفة..  سمع رجلا يصرخ يقول: يا خليفة يا خليفة، فسمعه رجل آخر وهم يعتافون، فقال: ما لك فك الله لهواتك؟ فأقبلت على الرجل فصحت عليه. 
قال  جبير:  فإني الغد واقف مع  عمر  على العقبة  يرميها؛ إذ جاءت حصاة  [ ص: 255 ] عائرة فنفقت رأس  عمر،  ففصدت، فسمعت رجلا من الجبل يقول: أشعرت ورب الكعبة،  لا يقف  عمر  هذا الموقف بعد العام أبدا، قال  جبير:  فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس، فاشتد ذلك علي. 
				
						
						
