وتثبيت الحسين له رضي الله عنهما] الحسين [نصحه لأخيه
وفي «الطيوريات» عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال: (لما [ ص: 320 ] حضرت الوفاة.. جزع، فقال له الحسن يا أخي؛ ما هذا الجزع؟! إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الحسين: وهما أبواك، وعلى علي، خديجة وهما أماك، وعلى وفاطمة؛ القاسم والطاهر، وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر؛ وهما عماك.
فقال له أي أخي؛ إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط). الحسن:
قال وروينا من وجوه: (أنه لما احتضر.. قال لأخيه: يا أخي؛ إن أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه، ووليها ابن عبد البر: ثم استشرف لها، فصرفت عنه إلى أبو بكر، ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عمر، فلما قتل عثمان، ... بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، فما صفت له، وإني والله، ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء عثمان الكوفة فأخرجوك، وقد كنت طلبت إلى - رضي الله عنها - أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نعم، فإذا مت... فاطلب ذلك إليها، وما أظن القوم إلا سيمنعونك، فإن فعلوا.. فلا تراجعهم، فلما مات... أتى عائشة الحسين - رضي الله عنها - فقالت: نعم وكرامة، فمنعهم عائشة مروان، فلبس ومن معه السلاح حتى رده الحسين ثم دفن أبو هريرة، في البقيع إلى جنب أمه رضي الله عنهما).