فأما ... فلم يبايع ولا دعا إلى نفسه، وأما ابن الزبير ... فكان أهل الحسين الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم زمن وهو يأبى، فلما بويع معاوية يزيد ... أقام على ما هو مهموما يجمع الإقامة مرة، ويريد المسير إليهم أخرى، فأشار عليه بالخروج، وكان ابن الزبير يقول له: (لا تفعل). ابن عباس
وقال له (لا تخرج؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها - يعني: الدنيا - فاعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن عمر: يقول: غلبنا ابن عمر بالخروج، ولعمري؛ لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة). حسين
وكلمه في ذلك أيضا جابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وغيرهم، فلم يطع أحدا منهم، وصمم على المسير إلى وأبو واقد الليثي العراق، فقال له (والله؛ إني لأظنك ستقتل بين نسائك وبناتك كما قتل ابن عباس: فلم يقبل منه، فبكى عثمان) وقال: (أقررت عين ابن عباس، ابن الزبير).
ولما رأى ابن عباس ... قال له: (قد أتى ما أحببت؛ هذا [ ص: 341 ] عبد الله بن الزبير يخرج ويتركك الحسين والحجاز) ثم تمثل:
يا لك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري