[125 - 126 هـ] الخليفة الفاسق، خلافة أبو العباس، ولد سنة تسعين، فلما احتضر أبوه... لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي، فعقد لأخيه هشام، وجعل هذا ولي العهد من بعد هشام، فتسلم الأمر عند موت هشام، في ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين ومائة.
وكان فاسقا شريبا للخمر، منتهكا حرمات الله، أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة، فمقته الناس لفسقه، وخرجوا عليه، فقتل في جمادى الآخرة، سنة ست وعشرين.
وعنه أنه لما حوصر... قال: (ألم أزد في أعطياتكم؟! ألم أرفع عنكم المؤن؟! ألم أعط فقراءكم؟! فقالوا: ما ننقم عليك في أنفسنا؛ لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله.
ولما قتل وقطع رأسه وجيء به يزيد الناقص ... نصبه على رمح، فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال: بعدا له! أشهد أنه كان شروبا للخمر، ماجنا فاسقا، ولقد راودني على نفسي).
وقال المعافى الجريري: (جمعت شيئا من الوليد، ومن شعره الذي ضمنه له فجر به من خرقه وسخافته، وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بالله). أخبار
[ ص: 406 ] وقال الذهبي: (لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة، بل اشتهر بالخمر والتلوط، فخرجوا عليه لذلك).
وذكر الوليد مرة عند فقال رجل: (كان زنديقا، فقال المهدي، مه، خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق). المهدي:
وقال (كان مروان بن أبي حفصة: الوليد من أجمل الناس، وأشدهم وأشعرهم).
وقال أبو الزناد: (كان يقدح أبدا عند الزهري هشام في الوليد ويعيبه ويقول: ما يحل لك إلا خلعه فما يستطيع هشام، ولو بقي إلى أن يملك الزهري الوليد ... لفتك به).
وقال الضحاك بن عثمان: أراد هشام أن يخلع الوليد ويجعل العهد لولده، فقال الوليد:
كفرت يدا من منعم لو شكرتها جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي
ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني أراك على الباقين تجني ضغينة
فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني كأني بهم يوما وأكثر قيلهم
ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني
[ ص: 407 ] وقد ورد في «مسند حديث: أحمد» الوليد، لهو أشد على هذه الأمة من فرعون لقومه». «ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له:
وقال ابن فضل الله في «المسالك» : الجبار العنيد، لقبا ما عداه، ولقما سلكه فما هداه، فرعون ذلك العصر الذاهب، والدهر المملوء بالمعائب، يأتي يوم القيامة يقدم قومه فيوردهم النار، ويرديهم العار، وبئس الورد المورود، والمرد المردي في ذلك الموقف المشهود، رشق المصحف بالسهام، وفسق ولم يخف الآثام). (الوليد بن يزيد،
وأخرج عن الصولي سعيد بن سليم قال: (أنشد ابن ميادة شعره الذي يقول فيه: الوليد بن يزيد
فضلتم قريشا غير آل محمد وغير بني مروان أهل الفضائل
وابن ميادة هذا هو القائل في الوليد أيضا من قصيدة طويلة:
هممت بقول صادق أن أقوله وإني على رغم العداة لقائله
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا شديدا بأعباء الخلافة كاهله