[ ص: 414 ] [ ص: 415 ] الدولة العباسية [ ص: 416 ] [ ص: 417 ]
أول خلفاء بني العباس
[132 - 136 هـ] خلافة السفاح
أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم.
ولد سنة ثمان ومائة، - وقيل: سنة أربع - بالحميمة من ناحية البلقاء، ونشأ بها، وبويع بالكوفة، وأمه: رائطة الحارثية.
حدث عن: أخيه إبراهيم بن محمد الإمام، وروى عنه: عمه عيسى بن علي، وكان أصغر من أخيه المنصور.
أخرج في «مسنده» عن أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي سعيد الخدري: فيكون إعطاؤه المال حثيا». السفاح، «يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له:
وقال عبيد الله العيشي: قال أبي: (سمعت الأشياخ يقولون: والله؛ لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثر قارئا للقرآن، ولا أفضل عابدا، ولا ناسكا منهم).
قال (كان بدء أمر ابن جرير الطبري: بني العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك). العباس
[ ص: 418 ] وعن رشدين بن كريب: أن أبا هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية خرج إلى الشام، فلقي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فقال: (يابن عم، إن عندي علما أريد أن أنبذه إليك فلا تطلعن عليه أحدا، إن هذا الأمر الذي ترتجيه الناس فيكم، قال: قد علمته، فلا يسمعنه منك أحد).
وروى المدائني عن جماعة: أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال: (لنا ثلاثة أوقات: موت ورأس المائة، وفتق يزيد بن معاوية، بإفريقية، فعند ذلك تدعو لنا دعاة، ثم تقبل أنصارنا من المشرق، حتى ترد خيولهم المغرب).
فلما يزيد بن أبي مسلم بإفريقية، ونقضت البربر... بعث قتل محمد الإمام رجلا إلى خراسان، وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يسمي أحدا، ثم وجه وغيره، وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه، ثم لم ينشب أن مات أبا مسلم الخراساني محمد، فعهد إلى ابنه إبراهيم، فبلغ خبره مروان، فسجنه ثم قتله، فعهد إلى أخيه عبد الله؛ وهو فاجتمع إليه شيعتهم، وبويع بالخلافة السفاح، بالكوفة، في ثالث ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين ومائة.