فصل
فيما أنزل من الآيات في مدحه، أو تصديقه أو أمر من شأنه
اعلم: أني رأيت لبعضهم كتابا في أسماء من نزل فيهم القرآن غير محرر ولا مستوعب، وقد ألفت في ذلك كتابا حافلا مستوعبا محررا، وأنا ألخص هنا ما يتعلق بالصديق رضي الله عنه.
قال الله تعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه [التوبة: 40] أجمع المسلمون على أن الصاحب المذكور وسيأتي فيه أثر عنه. أبو بكر
وأخرج عن ابن أبي حاتم في ابن عباس فأنزل الله سكينته عليه قال: (على ; أبي بكر إن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة عليه). قوله تعالى:
وأخرج عن ابن أبي حاتم أن ابن مسعود اشترى أبا بكر من بلالا أمية بن خلف، وأبي بن خلف، ببردة وعشر أواق، فأعتقه لله، فأنزل الله: والليل إذا [ ص: 126 ] يغشى إلى قوله: إن سعيكم لشتى [الليل: 1 - 4] سعي أبي بكر، وأمية، وأبي.
وأخرج عن ابن جرير قال: كان عامر بن عبد الله بن الزبير يعتق على الإسلام أبو بكر بمكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال أبوه: أي بني، أراك تعتق أناسا ضعافا، فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك، ويمنعونك ويدفعون عنك؟ ! قال: (أي أبت، إنما أريد ما عند الله)، قال: فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه: فأما من أعطى واتقى [الليل: 5] إلى آخرها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن والطبراني (أن عروة: - رضي الله عنه - أعتق سبعة كلهم يعذب في الله، وفيه نزلت: أبا بكر الصديق وسيجنبها الأتقى... [الليل: 17] إلى آخر السورة.
وأخرج عن البزار قال: (نزلت هذه الآية: عبد الله بن الزبير وما لأحد عنده من نعمة تجزى [الليل: 19] إلى آخر السورة في رضي الله عنه. أبي بكر الصديق،
وأخرج عن البخاري - رضي الله عنها - (أن عائشة لم يكن يحنث في يمين حتى أنزل الله كفارة اليمين). أبا بكر
وأخرج البزار عن وابن عساكر أسيد بن صفوان - وكانت له صحبة - قال: قال (والذي جاء بالحق) محمد، (وصدق به): علي بن أبي طالب: قال أبو بكر الصديق، : هكذا الرواية (بالحق) ولعلها قراءة ابن عساكر لعلي.
وأخرج عن الحاكم في ابن عباس وشاورهم في الأمر [آل عمران: 159] قال: (نزلت في أبي بكر وعمر). قوله تعالى:
[ ص: 127 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم قال: نزلت: ابن شوذب ولمن خاف مقام ربه جنتان [الرحمن: 46] في - رضي الله عنه - وله طرق أخرى ذكرتها في «أسباب النزول». أبي بكر
وأخرج في «الأوسط» عن الطبراني ابن عمر في قوله تعالى: وابن عباس وصالح المؤمنين [التحريم: 4] قال: (نزلت في أبي بكر وعمر).
وأخرج في «تفسيره» عن عبد بن حميد قال: مجاهد لما نزلت: إن الله وملائكته يصلون على النبي [الأحزاب: 56] قال (يا رسول الله، ما أنزل الله عليك خيرا... إلا أشركنا فيه!!)، فنزلت هذه الآية: أبو بكر: هو الذي يصلي عليكم وملائكته [الأحزاب: 43].
وأخرج عن ابن عساكر علي بن الحسين: (أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين [الحجر: 47].
وأخرج عن ابن عساكر قال: (نزلت في ابن عباس أبي بكر الصديق: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا إلى قوله: وعد الصدق الذي كانوا يوعدون [الأحقاف: 15، 16].
وأخرج عن ابن عساكر قال: (عاتب الله المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابن عيينة وحده، فإنه خرج من المعاتبة، ثم قرأ: أبا بكر إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار [التوبة: 40].