[قتال أهل الرده]
قال الذهبي : لقتالهم، فأشار عليه أبو بكر الصديق وغيره أن يفتر عن قتالهم، فقال: والله، لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم... لقاتلتهم على منعها. عمر
فقال كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فمن قالها... عصم مني ماله ودمه إلا بحقها، وحسابه على الله»؟ ! عمر:
فقال والله، أبو بكر: فإن الزكاة حق المال وقد قال: «إلا بحقها». لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة،
[ ص: 160 ] قال : فوالله، ما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر عمر للقتال، فعرفت أنه الحق). أبي بكر أخرجه.... (لما اشتهرت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواحي.. ارتد طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام، ومنعوا الزكاة، فنهض
وعن قال: (خرج عروة في المهاجرين والأنصار حتى بلغ نقعا حذاء نجد، وهربت الأعراب بذراريهم، فكلم الناس أبو بكر وقالوا: ارجع إلى أبا بكر، المدينة وإلى الذرية والنساء، وأمر رجلا على الجيش، ولم يزالوا به حتى رجع، وأمر وقال له: إذا أسلموا وأعطوا الصدقة، فمن شاء منكم... فليرجع، ورجع خالد بن الوليد، إلى أبو بكر المدينة).
وأخرج عن الدارقطني قال: ابن عمر (لما برز واستوى على راحلته.. أخذ أبو بكر بزمامها وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «شم سيفك، ولا تفجعنا بنفسك»، وارجع إلى المدينة، فوالله، لئن فجعنا بك... لا يكون للإسلام نظام أبدا). علي بن أبي طالب
وعن حنظلة بن علي الليثي: بعث أبا بكر خالدا، وأمره أن يقاتل الناس على خمس، من ترك واحدة منهن... قاتله كما يقاتل من ترك الخمس جميعا: على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان). (أن
وسار خالد ومن معه في جمادى الآخرة، فقاتل بني أسد وغطفان، وقتل من [ ص: 161 ] قتل وأسر من أسر، ورجع الباقون إلى الإسلام، واستشهد بهذه الوقعة من الصحابة: عكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم.
وفي رمضان من هذه السنة: سيدة نساء العالمين، وعمرها أربع وعشرون سنة. فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت
قال الذهبي : (وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب إلا منها، فإن عقب ابنته زينب انقرضوا، قاله الزبير بن بكار).
وماتت قبلها بشهر أم أيمن.
وفي شوال مات عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.