عن رضي الله عنه قال : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم { سعيد بن زيد } رواه الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين البخاري ، وفيه من المن الذي أنزله الله على ومسلم موسى عليه السلام .
قال ، وغيره : الكمأة جمع واحدة كمء ، وهو خلاف قياس العربية ، فإن ما فرق بينه ، وبين واحده التاء فالواحد منه بالتاء ، وإذا حذفت كان الجمع ، وهل هو جمع أو اسم جمع ؟ فيه قولان ، ولم يخرج عن هذه إلا كمأة ، وكمء ، وحبأة ، وحبء . ابن الأعرابي
وقال غيرهم : هي على القياس الكمأة للواحد ، والكمء للكثرة ، وقيل : الكمأة تكون واحدا وجمعا ، وسميت كمأة لاستتارها ، ومنه كمأ شهادته يكمؤها إذا كتمها ، وانكمأ أي : استخفى ، وتكمأ تغطى ، والكمي الشجاع المتكمي في سلاحه ; لأنه كمأ نفسه أي : سترها بالدرع ، والبيضة ، والجمع الكماة ، كأنهم جمعوا كامئ ، في مثل قاض ، وقضاة قال الشاعر :
قهرناكم حتى الكماة فإنكم لتخشوننا حتى بنينا الأصاغرا
ويروى حتى الحماة ، ولا تزرع الكمأة ، ومادتها من جوهر أرض بخارى يحتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء ، وتنميه أمطار الربيع فيتولد . ولهذا يقال لها : جدري الأرض تشبيها بالجدري في صورته ، ومادته ; لأن مادته رطوبة دموية يندفع عند سن الترعرع في الغالب ، وفي ابتداء استيلاء الحرارة ، ونماء القوة ، وهي ما توجد في الربيع ، وتؤكل شيا ، ومطبوخا ، وسمتها نبات الرعد لكثرتها بكثرته ، وتنفطر عنها الأرض ، وتكثر بأرض العرب ، وأجودها ما كانت أرضها رملة قليلة الماء ، ومنها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة . [ ص: 9 ] قيل : هي من المن حقيقة على ظاهره ، وقيل : شبهها به لحصول كل منهما بلا كلفة ، ولا معالجة .وظاهر اللفظ أن ماءها شفاء للعين مطلقا من ضعف البصر ، والرمد الحاد ، ولا مانع من القول به . وقد صح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيجب القول به . وقد ذكر مثل هذا من الأطباء المسيحي ، وصاحب القانون ، وغيرهما ، وقد اكتحل بمائها مجردا بعض من عمي معتقدا متبركا فشفاه الله بحوله ، وقوته ، وأظن قد وقع مثل هذا في زمن أبي زكريا النووي . وقد سبق أن روى الخبر ، وفعل ذلك ، وهو أعلم بما رواه . أبا هريرة
وقيل : يخلط ماؤها بدواء ، ويعالج به ، وقيل : هذا إن كان من غير حرارة ، وإن كان من حرارة فماؤها مجرد شفاء ، وقيل : المراد بمائها الماء الذي تحدث به من المطر ، وهو أول مطر ينزل إلى الأرض فيكون إضافة اقتران لا إضافة جزء ذكره ابن الجوزي وهو ضعيف .
وقد ذكر الأطباء أن الكمأة باردة رطبة في الدرجة الثانية ، وأنها رديئة للمعدة بطيئة الهضم تورث القولنج ، وعسر البول ، وتولد خلطا رديئا ، ويخاف منه الفالج ، والسكتة . وينبغي أن تعمل بالدارصيني ; لأن جوهرها أرضي غليظ ، وغذاؤها رديء لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها ، ولا يمنع كونها من المن أو أن ماءها ينفع العين عدم الضرر فيها وقت حلقها فالعسل ، وغيره فيه ضرر مع ما في ذلك من النفع .
وقال بعض أصحابنا : الآفات ، والعلل حادثة ، والفساد بأسباب اقتضت ذلك لمجاورة أو امتزاج أو غير ذلك ، وإلا فهو في الابتداء بريء من ذلك ، واحتج بأن المعاصي ، ومخالفة الرسل أوجبت ذلك ، وغيره قال تعالى { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس } وقال النبي : صلى الله عليه وسلم في الطاعون { بني إسرائيل } . إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على
واحتج أيضا بالقحط ، وقلة البركات { { ونحو ذلك . وروى ولولا البهائم لم يمطروا في مسنده أنه وجد في بعض خزائن أحمد بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل .