[ ص: 14 ] فصل ( في ) خواص الباذنجان
ومن الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الباذنجان لما أكل له . } وهو حار يابس وقيل : بارد يابس والكيموس المتولد منه مرار أسود محترق فلذلك يولد السوداء والبواسير والكلف والسرطان والجذام والدوار والصرع ، ويضر بنتن الفم ، وينبغي تشقيقه كالصليب ويجعل في جوفه ملحا مدقوقا وبتركه ساعة يمتص الملح مائيته الرديئة ثم يغسله مرات ويبدد عنه الماء إلى أن يصفو سواده ، ويطبخه بخل أو ماء حصرم مع دهن اللوز ولحم .
قال بعضهم : لحم جمل ، ويأكل بعده رمانا مزا ، وخاصة الباذنجان إنه يورث سواد اللون ، وإصلاحه بالخل والدسومات ، وهو جيد للمعدة التي تقيء الطعام رديء للرأس والعين وكثيرا ما يتولد عنه القوابي والبواسير والرمد والمطبوخ بالخل يوافق ، وينفع أصحاب الأطحلة الغليظة نفعا بينا ، وإذا أخذ من قطارميز الباذنجان وخلط مع مثلها من لب اللوز المر ودقا وعجنا بدهن بنفسج وطليت به البواسير نفعت منها مجرب ، ومن المجرب أيضا إذا سحق الزئبق بماء الباذنجان سحقا بليغا وكتب به كتابة وأحمي في النار بقيت الكتابة عليه كأنها الفضة .
والأبيض من الباذنجان المستطيل الذي بدمشق أصلح من الأسود الذي ببلاد العجم ، وبالفور من بلاد الشام وقيل : هذا الأبيض عار من مضار الأسود .
وذكر عن ابن عبد البر عياش الدوري عن ابن معين قال : لا يمل الباذنجان قال : وسمعت القاضي أبا عمرو في نسخة عمرو يقول لو يعلم الثور الذي يحمل الباذنجان أنه عليه تاه على الثيران قال : هذا لمن استطابه وعذره عنده ، وذمه عندهم أكثر من مدحه . [ ص: 15 ] ابن عبد البر
فصل : قد سبق في آخر الكلام في الحمية الكلام على التمر وبعده قريبا في حفظ الصحة الكلام وعلى البطيخ والكلام في البسر والبلح والرطب ، ويأتي الكلام في التفاح وفي ذكر السفرجل .