ورواه القاضي وغيره بنحوه ومعناه . المعافى بن زكريا
إلا أنهم لم يذكروا الماجن والجبان [ ص: 574 ] وذكروا الفاسق قال فإنه بائعك بأكلة أو أقل منها للطمع فيها ، ثم لا ينالها وقاطع رحمه ; لأنه ملعون في كتاب الله في البقرة والرعد والذين كفروا .
وقال الربيع سمعت رحمه الله يقول ثلاثة إن أهنتهم أكرموك وإن أكرمتهم أهانوك المرأة والمملوك والنبطي وقال أيضا سمعت الشافعي رحمه الله يقول ما رفعت أحدا قط فوق قدره إلا غض مني بقدر ما رفعت منه وقال الشافعي ابن الجوزي في كشف المشكل في الخبر الأول من مسند من أفراد عمر في قول البخاري ما سمعت ابن عمر يقول الشيء قط أظنه كذا إلا كان كما يظن : وذكر الحديث قال صحة الظن من قوة الذكاء والفطنة فإن الفطن يرى من السمات والأمارات ما يستدل به على الخفي . عمر
وقد قال بعض العلماء ظن العاقل كهانة وقال آخر : إذا رأيت الرجل موليا علمت قيل فإن رأيت وجهه قال ذاك حين أقرأ ما في قلبه كالخط قال ابن الجوزي وقد كانوا يعتبرون . أحوال الرجل بخلقه
قال رحمه الله احذر الأعور والأحول والأعرج والأحدب والكوسج وكل من به عاهة في بدنه وكل ناقص الخلق فإنهم أصحاب خبث وقال مررت في طريقي بفناء دار رجل أزرق العين ناتئ الجبهة [ ص: 575 ] سناط فقلت هل من منزل قال نعم قال الشافعي وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة فأنزلني وأكرمني فقلت أغسل كتب الفراسة إذا رأيت هذا فلما أصبحت قلت له إذا قدمت الشافعي مكة فسل عن فقال أمولى لأبيك كنت قلت لا قال أين ما تكلفت لك البارحة ؟ فوزنت له ما تكلف وقلت بقي شيء آخر ؟ قال كراء الدار ضيقت على نفسي ، فوزنت له فقال امض أخزاك الله فما رأيت شرا منك . الشافعي
وروى في تاريخه عن الحاكم أنه قيل له فلان يبغضك فقال ليس في قربه أنس ولا في بعده وحشة وقال المزني قال الأصمعي يا أبو عمرو بن العلاء عبد الملك كن من الكريم على حذر إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ، ومن الأحمق إذا مازحته ومن الفاجر إذا عاشرته وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك أو تسأل من لا يجيبك أو تحدث من لا ينصت لك وقال سمعت أعرابيا يقول حمل المنن أثقل من الصبر على العدم وقال الأصمعي ابن نباتة :
ما الذل إلا تحمل المنن فكن عزيزا إن شئت أو فهن
وأنشد غلام هاشمي لنفطويه :كم صديق منحته صفو ودي فجفاني وملني وقلاني
مل ما مل ثم عاود وصلي بعدما مل صحبة الإخوان
وقال آخر [ ص: 576 ]
عتبت على بشر فلما جفوته وصاحبت أقواما بكيت على بشر
وقال آخر :
عتبت على سعد فلما فقدته وجربت أقواما بكيت على سعد
ونعتب أحيانا عليه ولو مضى لكنا على الباقي من الناس أعتبا