: الآية الرابعة والعشرون : 
قوله تعالى { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين     } . 
فيها عشر مسائل : 
المسألة الأولى : في العفو : قد تقدم شرحه في سورة البقرة على الاستيفاء في الإطلاق والاشتقاق ، واختلف إيراد المفسرين في تفسير هذه الآية على أربعة أقوال :  [ ص: 359 ] 
الأول : أنه الفضل من أموال الناس ، نسخته الزكاة ; قال ذلك  ابن عباس    . 
الثاني : أنه الزكاة ; قال  مجاهد    . وسماها عفوا ; لأنه فضل المال وجزء يسير منه . 
الثالث : أنه أمر بالاحتمال وترك الغلظة ، ثم نسخ ذلك بآية القتال . 
الرابع : خذ العفو من أخلاق الناس ; قاله ابنا  الزبير  معا ، وروي ذلك في الصحيح عنهما . 
المسألة الثانية : روى  سفيان بن عيينة  عن الشعبي  أنه قال : { إن جبريل  نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا جبريل  ؟ قال جبريل    : لا أدري حتى أسأل العالم ، فذهب فمكث ساعة ثم رجع ، فقال : إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك   } . 
				
						
						
